رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

دراسة «تجديد الفكر الدينى» ..الواقع والتحديات فى كتاب لنبيل عبد الفتاح

◀ د. يسرى العزباوى
صدر أخيرا للمفكر نبيل عبد الفتاح مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية كتاب بعنوان »تجديد الفكر الدينى« عن المركز العربي للبحوث والدراسات. ويتناول الكتاب بالتحليل العديد من القضايا والإشكاليات، والتي يأتى على رأسها محاولة الإجابة عن سؤال التجديد فى الفكر والخطاب الإسلامى والأسباب التى تقف وراء جمود الفكر الدينى الإسلامى فى واقع سياسى مضطرب.

كما يتناول المؤلف الإطار التاريخى لأزمة الفكر الإسلامى, والفرق بين التسلطية السياسية والتسلطية الدينية, والسياسة الدينية المحافظة فى عهدى السادات ومبارك، فضلا عن تناوله لأزمة العقل السياسى الإخوانى والسلفى وأزمة التعليم والإعلام والأمن واتساع السوق الدينى وحرب الفتاوى الفضائية, وغيرها الكثير من القضايا التى تناقش الجمود والمتغيرات فى الفكر الدينى.


تطرح الدراسة العديد من الأسئلة والملاحظات ولا تقدم إجابات حاسمة فى هذا الصدد، كما يقدم الكتاب تأصيلا وافياً، ورؤية حول مدارس التجديد ومشاريعه والعطب البنيوى فى نسيجها، فى عديد مراحلها، فضلاً عن ضبط بعض المصطلحات والمفاهيم السائلة.

ويؤكد المؤلف أن تجديد الفكر الإسلامى، هو تجديد أولى فى بنية العقل الإسلامى يرمى إلى إحداث تحولات فى نظم التفكير والمقاربات المنهجية وآليات التفكير والبحث, والمقاربة تستهدف إعادة النظر فى بنية الموروثات الفقهية والإفتائية، وذلك بهدف تطوير وتجديد العلوم الإسلامية النقلية والكلامية وإعادة النظر فى دراسة هذه العلوم من منظورات متعددة، والسعى إلى مقارباتها تاريخياً وسياسياً وسوسيو- ثقافياً.

إن المسعى التجديدى يرمى إلى طرح الأسئلة والإشكاليات الجديدة ومساءلة الإجابات القديمة وإعادة المساءلة، بهدف تحريك الجمود العقلى والنقلى ومواجهة أسئلة العصر المعولم وما بعد الحديث وما بعدهما من خلال الاجتهاد العقلى والشرعى والفلسفى والسياسى.

كما يؤكد الكتاب أن ثمة احتمالات عديدة للتغيير فى الخرائط الجيو- سياسية والجيو- دينية والمذهبية، فى ظل الاضطرابات والتغيرات فى الإقليم العربى وتأثير دول الجوار الجغرافى العربى على التفاعلات السياسية والدينية والمذهبية داخله, ومن ثم لن تستطيع الإمكانات المالية الضخمة لدى بعض الدول, ومذهبة سياساتها الدينية الداخلية والإقليمية، أن تساعد على تماسكها الداخلى، لاسيما فى ظل بعض مظاهر الفشل فى الإدارة وفى أداء سياساتها الخارجية والداخلية.

يظهر الكتاب أيضا أن بعض تجارب الإسلام السياسى الفاشلة فى السلطة تلقى بظلالها السلبية على الإيديولوجيا الإسلامية السياسية وطرائق التجنيد والتعبئة والتمدد, وهو ما سوف يؤثر على جاذبية هذه الأفكار فى تنظيم المجتمع والدولة.

ويشير المؤلف إلى التحديات التى تواجه الفكر الدينى المحافظ والمتشدد السائد، وهى تتمثل أولاً: فى التباس العلاقة مع الزمن, حيث تسيطر التجربة التأسيسية والمذاهب الإسلامية الأساسية فى الفقه السنى على إدراك الزمن لدى رجال الدين المعاصرين.

ثانياً: تحدى ضرورة تجديد نوعى فى مناهج الدراسة وموادها فى التعليم الدينى الأزهرى، والمدنى معاً، من أجل إنماء العقل النقدى والتحليلى والتاريخى, وضرورة إدخال الفلسفات الحديثة والعلوم الاجتماعية والألسنيات فى هذه المناهج فى عديد مراحله، وربما منذ المرحلة الإعدادية حتى التعليم الجامعى.

ثالثاً: تحدى ضرورة إدماج المدارس الإسلامية والتجديدية المعاصرة فى دارسة الفكر والتاريخ الإسلامى ضمن مناهج التعليم المدنى والدينى معاً، وذلك من منظور نقدى وتاريخى لبيان أوجه النجاح أو الفشل فى مقارباتهما لموضوع التجديد والإصلاح الدينى.

رابعاً: دراسة الأديان المقارنة وفق المناهج السائدة فى علم الاجتماع الدينى والأنثروبولوجيا, ويشكل هذا المطلب تحديا للفكر الدينى التقليدى الذى يرى فى ذلك خطراً على تكوين طلاب المعرفة الدينية، فى حين أن ذلك يوسع من أفق التفكير النقدى وممارساته البحثية على اختلافها، بل ويؤدى إلى تأصيل المشترك بين القيم الدينية، والإنسانية وإلى إبراز التمايزات بين الأديان والمذاهب.


الكتاب: تجديد الفكر الديني

المؤلف: نبيل عبد الفتاح

الناشر: العربي للبحوث والدراسات 2015

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق