رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
التحالف الإسلامي .. والفخ المنصوب!

مع احترامي وتقديري لحسن النيات وصدق المقاصد بالتوجه لتشكيل تحالف عسكري إسلامي لمواجهة الإرهاب فإن المطلوب فى المقام الأول تعاون أمني واستخباراتي يساعد علي تضييق الخناق علي هذه الشراذم ويجنبنا مخاطر الاستدراج نحو فخ الدفع بقوات نظامية إلي جبال ودروب وكهوف يحفظها الإرهابيون عن ظهر قلب.

إن الهدف من إنشاء هذا التحالف هدف نبيل ولكنه - في اعتقادي - ليس الوسيلة المثلي لضمان الانتصار علي الإرهاب وأظن أن النقاشات والمداولات الدائرة في أمريكا ودول أوروبا الرئيسية بعد أحداث باريس وكاليفورنيا ينبغي أن نتوقف أمامها بالفهم والتأمل حيث رجحت كفة الخبراء والمحللين والباحثين الداعين إلي ضرورة تفادي أمريكا وحلفائها إرسال قوات برية حتي لا تتكرر مأساة التدخل الأمريكي الأحمق في العراق عام 2003.

ثم إن الدول التى ارتضت الانضمام لهذا التحالف الإسلامي لا تتبني وجهة نظر واحدة في كيفية التعامل مع العديد من البؤر الإرهابية ومنها علي سبيل المثال سوريا التي تتباين حولها الرؤي خاصة ما يتعلق بمصير بشار الأسد فهناك من يعتقد أن بشار الأسد يمثل ضمانة لاستمرار وجود الدولة السورية وحمايتها من التفكك وانفراط العقد حتي لا تتكرر مأساة العراق بعد سقوط بغداد وتسريح الجيش العراقي وتفكيك المؤسسات الأمنية مما أدي إلي فوضي غير مسبوقة لا يزال العراق يدفع ثمنها حتي اليوم... وفي المقابل فإن هناك دولا إسلامية تري أن استمرار بشار الأسد ونظامه يعني مزيدا من الاقتتال والانقسام بين الشعب السوري باعتبار أن نظام الأسد يتحمل مسئولية الخراب الذي حل بسوريا.

وتحسن الدول الإسلامية صنعا لو أنها تتوافق علي بناء تحالف سياسي وفكري يستهدف البحث في الجذور للتعرف علي الأسباب التي مكنت هذه الفصائل من بناء قدرة الإقناع للشباب المغيب للتضحية بأنفسهم لدرجة الانتحار وبالتالي ضرورة معالجة أسباب فقدان هؤلاء الشباب لأي أمل في تحقيق طموحاتهم الذاتية فى أوطانهم مما دفعهم إلي السقوط في حبائل هذه الفصائل.

والخلاصة أن النوايا طيبة والمقاصد مبررة لإنشاء هذا التحالف ولكن المشكلة أن الشيطان يسكن فى التفاصيل!

خير الكلام :

من يزرع الريح يحصد العاصفة !

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: