وقد عشت فى شقة صغيرة بهذا المكان، ولى أخت تكبرنى بعامين، وهى عدوانية ومتسلطة، وتراقبني، فإذا أتى لى خير تحجزه بعيدا عني، وتقف ضد أى مصلحة لي، وتنتقدنى باستمرار، ولا تمر ساعة واحدة بغير أن تضربني، وتشدنى من شعري، ولى أخ يؤذى أبوينا، وهو شيطان فى صورة إنسان، وكل أخوتى عصبيون، ولا يعرف والدنا فى تربية الأولاد إلا الضرب، ومع ذلك هو ضعيف جدا، وأمى لا حول لها ولا قوة، وأنا مختلفة عنهم فى الدراسة، حيث إننى متفوقة وهم فاشلون، ووهبنى الله قدرا من الجمال والذكاء، والصوت الخفيض والطيبة والحنان، والهدوء.. وهكذا يقول عنى المدرسون والأهل والجيران، وأخشى الله فى كل خطواتى بعكس كل من حولي، ونتيجة وجودى بينهم أصبت بالقلق، حيث يلازمنى الخوف، مما تسبب فى تأخرى الدراسي، وتدهور صحتي، ولازمنى الاكتئاب والانهيار العصبى المستمر، وحاولت الانتحار مرتين، وبعد أن تعافيت بعض الشيء، جاءنى من يخطبنى وكلهم ممتازون، منهم مضيف أرضى بمطار القاهرة، ومهندس، ومحاسب، لكن برغم اعجابى بهم لم أرد على أى منهم أو أبدى رأيا بالرفض أو الموافقة، ثم تزوجت واحدا جاء به أهلى وأنجبت منه طفلين، وأنا أتحمل العذاب أشكالا وألوانا، وفى النهاية تم طلاقي، وتفرغت لتربية أولادي، وتخرج الأكبر فى الجامعة ومازالت أخته تدرس فى كليتها، وأعيش وحيدة فى هذه الحياة، ويقتلنى الخوف واسأل نفسى ماذا سأفعل بعد زواج ابنى وابنتي، وما هى النصيحة التى توجهها لي؟.. فأنا الآن لا أقابل أحدا ولا أتعامل مع أهلي، وأفضل أن أكون بعيدة عن الآخرين؟
{ لا سيدتي.. التقوقع فى المنزل والبعد عن الناس، والوحدة، كلها عوامل تؤدى الى القلق والاكتئاب، فتستطيعين التواصل مع الآخرين فى لقاءات عامة والنزهة فى الحدائق والمتنزهات بصحبة ابنيك، وبالتأكيد هناك من المعارف من هم أهل للثقة، فاحرصى على التواصل معهم، وستجدين من يشاركك همومك وسوف تلتقين بمن تتوافق ظروفك مع ظروفه، وتكملان معا مسيرة الحياة بإذن الله.