رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بعد إقامته تحت رعاية الرئيس السيسى
مؤتمر « الأفكاك» ينطلق بالطيران المدنى الإفريقى عبر القاهرة

تحقيق : حسين الزناتى
أعضاء الجمعية العامة للمنظمة الافريقية للطيران المدني في لقطة تجمعهم تحت سفح الأهرامات
جاء اختيار مصر لعقد الدورة الـ25 للجمعية العامة للمنظمة الإفريقية للطيران المدنى (الأفكاك) التى انتهت أعمالها أمس الأول تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى ، لتقدم رسالة واضحة للعالم وبمشاركة من منظمات الطيران المدنى الإقليمية والدولية،بأن مصر ستبقى قادرة على تحمل تبعات قارتها فى تلك الصناعة،رغم كل الظروف التى تحاك ضدها ،ومع كل التداعيات التى جرت على إثر حادث الطائرة الروسية.


وزير الطيران أثناء لقائه مع "بيرنار أليو" رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني علي هامش المؤتمر

شارك في الدورة أكثر من 250 شخصية دولية وافريقية يمثلون المنظمات والهيئات الدولية والخبراء والمتخصصين في مجال الطيران المدني حول العالم  ، وكان فى مقدمتهم الدكتور»بيرنار أليو» رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني «الإيكاو» وهى المنظمة الأكبر على مستوى الطيران المدنى فى العالم ، وهو الشخصية الأهم فى هذه الصناعة  و «عبد اللاي الحسن» رئيس لجنة الطيران الافريقية (الأفكاك) ، وعدد كبير من الوزراءالأفارقة ، وممثلى منظمتى « الأكو» و»الاياتا « والهيئة العربية للطيران المدنى بالإضافة الى خبراء الصناعة،ووزير الطيران الطيار حسام كمال وعدد من وزراء الطيران السابقين فى مصر.

على المستوى الفنى فإن صناعة النقل الجوى لـ « الأفكاك» تمر بوقت صعب فى افريقيا ،التى تشهد فى مناطق وقارات أخرى تنامياً ، غير مسبوق ، بينما تحتاج الى المزيد من التعاون ، والتنسيق فيما بين الدول الافريقية حتى تستطيع أن تقف فى مواجهة هذا التحدي، وتفعيل دور المنظمة التى تم إنشاؤها بقرار من المؤتمر الدستورى الذى انعقد فى أديس أبابا بين المنظمة الدولية للطيران المدنى «الإيكاو» ومنظمة الوحدة الإفريقية التى تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الإفريقى.. ليتم تكوين « المفوضية الإفريقية للطيران « الأفكاك « بهدف «تعزيز السلامة الجوية وأمن وكفاءة الطيران فى القارة الإفريقية، وتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على بيئة صناعة الطيران فى إفريقيا «

ومنذ عام 1969 مارست المفوضية مهامها لتصبح الوكالة المتخصصة فى مجال الطيران داخل الاتحاد الإفريقى، ، ولكنها حتى الآن تواجه العديد من التحديات التى قللت من فعالية دور المنظمة بشكل لافت ، خاصة إنها ليست ببعيدة عن التحديات التى تواجه الصناعة بشكل عام .

فصناعة النقل الجوى كما قال وزير الطيران الطيار حسام كمال فى المؤتمر تواجه تحديات كبيرة ، وعلينا كحكومات في القارة الإفريقية أن نتفهم هذه التحديات حتى لا تؤثر على قدرات هذا النشاط الحيوى في النمو والتطور، وبالتالي تؤثر سلبياً على معدلات التنمية والاستثمار في القارة السمراء

وأهم هذه التحديات في هذه المرحلة ،تصاعد وتيرة الإرهاب علي المستوي الدولي، وهو مايجعل « أمن الطيران» واحداً من التحديات الملحة التي تواجه صناعة النقل الجوي وهو ماناقش الاجتماع تداعياته على الصناعة ، حيث تنفق مطارات العالم على بند واحد من بنود أمن الطيران وهو أجهزة الكشف الأمني بالمطارات حوالي  مليار دولار سنوياً ، ورغم ذلك فإن تكلفة تأمين الطيران تعد اقل جدا من تكلفة عدم تأمينه

من هنا أعرب وزير الطيران المصرى عن ترحيب وزارته بالتعاون التام وتبادل الخبرات مع جميع الدول الافريقية فى مجال سلامة وتأمين المطارات، لرفع كفاءة أمن الطيران للوصول إلى أعلى معايير السلامة الجوية والتى تحرص المطارات المصرية على تطبيقها من خلال المراجعات الدورية على إجراءات التأمين من قبل سلطة الطيران المدنى المصرى وهيئات التفتيش والمنظمات الدولية وعلى رأسها المنظمة الدولية للطيران المدنى ( الإيكاو ) .

ومما طرحه الجانب المصرى أيضاً ، وناقشه الاجتماع ، هذا التحدى الذى يواجه صناعة النقل الجوي وهو تكدس الطرق الجوية فوق العديد من مناطق العالم ، وتم البحث فى حلول فورية عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة وتغطية المسارات الملاحية بالأقمار الصناعية لضمان سلامة وأمان الطرق الجوية خاصة في القارة الإفريقية ، وكذلك الطلب المضطرد على الحركة الجوية فى كثير من الأقاليم الجوية حول العالم خاص فى القارة الإفريقية وعدم وجود طرق مباشرة تربط بين القارة الإفريقية والعواصم المهمة حول العالم ، وأيضا تربط العواصم الافريقية بعضها البعض، واستمرار الإعتماد على طرق جوية غير مباشرة مما يزيد من وقت الرحلات وبالتالي زيادة استهلاك الوقود ونسبة الانبعاثات الضارة وتكلفة التشغيل.

ومن القضايا المهمة التى تم طرحها قضية البيئة التى تمثل أحد التحديات المهمة ، رغم أن الطيران المدني العالمي لا يسبب أكثر من 2% من إجمالي الانبعاثات الكربونية على كوكب الارض ، وأن هذا مرتبط بالشركات المصنعة للطائرات والمحركات فإن شركات الطيران تجد نفسها مطالبة بدفع تعويضات عن هذه النسبة الضئيلة للغاية، وهو مايكبل قطاع الطيران بالمزيد من القيود والنفقات .

ومن القضايا التى ناقشها الإجتماع أيضاً ، أنه علي الرغم من أن القارة الافريقية تتمتع بمقومات طبيعية متميزة وعديدة توفر ركائز أساسية لدعم التنمية الاقتصادية وتنويع مجالات الاستثمار، فهناك معوقات ومشاكل كثيرة تعانى منها القارة على مستوى صناعة النقل الجوي التى تعرقل مسار التنمية والتقدم الذي نصبو إليه جميعاُ ، وهو مايحتاج إلى رؤية مستقبلية لصناعة الطيران المدنى لتعزيز المكاسب الاقتصادية للبلدان الافريقية لما يوفره هذا القطاع من تواصل بين الشعوب وتنام لحركة الاستثمار والشحن والسياحة وبما يتماشى مع هدف التكامل الاقتصادى وتحرير الأجواء بين الدول الافريقية .

 ومن ناحيته طرح الجانب المصرى رؤية لتحقيق هذا تقوم علي  وضع استراتيجيات شاملة وخطة عمل تحقق الأرتقاء بمستوى صناعة الطيران بالقارة واعطاء الأولوية للملفات المتعلقة بتحقيق السلامة والأمن والحفاظ على البيئة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمواجهة تداعيات التغيرات المتلاحقة علي الساحة الدولية والإقليمية وكذلك الإهتمام بتحديث البنية التحتية للمطارات وتطوير نظم الملاحة الجوية وتيسير إصدار التأشيرات بين الدول الإفريقية ، وتأهيل العمالة المدربة وتحرير الأجواء بين دول القارة وخلق سوق افريقية موحدة للنقل الجوي .

وقد جاءت جلسات وتوصيات المؤتمر تعزيزاً للجهود فى هذا الاتجاه  لاتخاذ خطوات جادة وسريعة لتنفيذ سوق إفريقية موحدة للنقل الجوى، والعمل على المصادقة من العدد الأكبر من الدول الإفريقية على إتفاقية ياموسوكرو فى الاجتماع المزمع عقده من قبل الإتحاد الإفريقي فى شهر يونيو  2016 تمهيدا للوصول لسوق موحدة للنقل الجوي في كامل قارة افريقيا ، خاصة أن إحدي الدراسات التي قام بها الإتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا) أوضحت أن التطبيق الفوري لقرار ياموسكرو والذي تم اصداره عام  1999 بإيجاد سوق جوية موحدة  لفتح الإجواء بين 12 فقط من الدول الافريقية يمكن أن يوفر 155 ألف فرصة عمل ويزيد من الحركة الجوية في افريقيا بنحو 5 ملايين راكب وبالتالي يسهم ذلك في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للقارة بنحو 1.3 مليار دولار. ومن ملامح الرؤية التى قدمتها مصر لمستقبل صناعة النقل الجوي في افريقيا خلال الاجتماع وباعتبار أن افريقيا من أعلى المناطق نمواً في حركة الركاب والبضائع، فإنه لابد أن يتم تجهيز البنية التحتية اللازمة لهذا النمو، وكانت من التجارب الناجحة فى هذا الصدد وبموضوعية التجربة المصرية التى عملت على زيادة الطاقة الاستيعابية بمطاراتها حتى عام 2020 لتصل من 54 مليون مسافر في الوقت الحالي إلى 75,5 مليون عام 2020 . ويتبع ذلك زيادة الاسطول المصري من الطائرات ومساعدة شركات القطاع الخاص على الدخول بقوة للسوق. وكذلك تنمية ومضاعفة قدرات الشحن عن طريق مشروع مدينة البضائع الجديدة .

أما فيما يتعلق بالملاحة الجوية وبالنظر إلى النمو المتوقع في الحركة ، ونظم المراقبة الجوية المعمول بها حالياً في القارة ، فإنه بات من الضرورى تنفيذ سيناريو جديد على المدى المتوسط والبعيد  لتحديد شبكة مسارات للحركة الجوية أكثر مرونة وكفاءة ، بإفريقيا تسمح بتخفيض المسافة والوقت لرحلات الطيران ، بالإضافة إلى استخدام أكثر كفاءة للمجال الجوي من خلال التنسيق المدني العسكري في ادارة الفضاء الجوي خاصة مع زيادة مناطق الصراع حول العالم، ومن خلال تحسين التخطيط في المراحل الاستراتيجية والتكتيكية، واستخدام نظم وادارة الملاحة الجوية المستقبلية واستخدام أكثر كثافة للمعلومات لتسهيل اتخاذ القرارات التشغيلية ، مع الإعتماد على نظام الملاحة القائم على الأداء ،  والذي وضعته المنظمة الدولية للطيران المدنى ( الإيكاو )  فى الخطة العالمية للملاحة الجوية على رأس أولوياتها والتوجه الى الاعتماد على انظمة الأقمار الصناعية سواء العالمية أو الإقليمية بدلاً من الانظمة الارضية لتكون اللاعب الاساسي فى إنشاء منظومة تنسيقية مدنية عسكرية ناجحة يتم من خلالها إدارة مثلي للفضاء الجوى مع وجود الكثير من الطرق البديلة.

ويعد الملمح الثالث لمستقبل صناعة النقل الجوي في افريقيا ، كما تم طرحه على المؤتمر، هو الارتقاء بالعنصر البشري بجميع قطاعات الطيران المدني عن طريق تنميط وتدقيق عمليات الاختيار وتكثيف التدريب ورسم مسارات الترقي وإعطاء الفرص للعناصر الواعدة للإبداع و إعداد الشباب إعداداً جيداً يؤهلهم لقيادة قطاع الطيران المدني في المستقبل والاستفادة من خبرات الدول ذات التاريخ الطويل في هذا المجال.. ويأتى الملمح الرابع باستخدام التكنولوجيا والأنظمة الرقمية ومسايرة المبادرات الصادرة عن الأيكاو والأياتا فيما يتعلق بميكنة عمليات التشغيل والإجراءات ، وتسهيل اجراءات السفر لتوفير الوقت والجهد وزيادة الفاعلية.

هذه الملامح الأربعة ، وورشة العمل ، التى واكبت الاجتماع أخرجت المؤتمر بنتائج وتوصيات تسهم في تطوير هذا القطاع الحيوي الكبير فى افريقيا تستطيع من خلاله « الافكاك» أن تلعب دوراً أفضل في مجال  تعزيز سلامة وأمن وكفاءة الطيران المدني في افريقيا وتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة .

فى السياق نفسه كان للطرح الذى قدمته الهيئة العربية للطيران المدني عبر مديرها العام «محمد الشريف» فى المؤتمر اهتمام واسع من مناقشته على قاعدة أن النقل الجوي يعد ركيزة أساسية في تنمية التجارة والصناعة والاستثمار والسياحة وكل المجالات الاقتصادية.

وعليه يجب على المنظمات الإقليمية والدولية متابعة جميع التحولات ورصد المتغيرات والعمل على تنمية حركة النقل الجوي بما يتوجب مع تلك التحولات والتطورات السريعة حتى يصبح منافسا لوسائل النقل الأخري ومن هنا طرحت الهيئة العربية 7 متطلبات رئيسية لتحقيق هذا ، فى مقدمتها ضرورة توحيد المجال الجوي وثانيها تحرير دخول الاسواق حيث يوجد توجه لهذا الهدف من منظمة الأفكاك والهيئة العربية للطيران المدني لذلك من خلال تطبيق اتفاقيات تحرير دخول الاسواق.وبعدها المنافسة العادلة فى مجال النقل الجوي والتى أصبحت من المطالب الملحة والتى ستوجد منافسة حيوية ما بين الشركات، ثم حماية المستهلك وهو المسافر الذي يعتبر الركن الأساسي في حركة الطيران ،و خامسا «امن الطيران» وهو ما يتطلب من الدول الحرص على تأمين منظمة الطيران والسعي لتنفيذ التدابير والبرامج الدولية لتامين المطارات

وسادسا تأتى السلامة الجوية ، خاصة أن هناك عددا من الدول التى لا تمتلك معايير السلامة الجوية 

وسابعا :جاء الأثر البيئي  للطيران والتقليل من الانبعاثات.

أما خبراء الطيران المصريون فيرون أن لهذا المؤتمر، وتوقيت إنعقاده ، أهمية وقيمة إضافية ، تتجاوز مهامه الفنية المعتادة فى أى مؤتمرات أخرى، حيث يرى المهندس حسين مسعود وزير الطيران الأسبق أن حضور رئيس المنظمة الدولية للطيران المدنى، ولأول مرة لهذا الحدث ، خاصة فى ظل الظروف الراهنة التى تتحرك فيها صناعة النقل الجوى المصرى ، بعد حادث الطائرة الروسية ، ومحاولة البعض المبالغة فى تصوير سوء الأوضاع الأمنية داخل مصر إنما يدل على تلك الثقة التى يوليها رئيس «الايكاو» ومنظمته لمصر ، وقيادتها ، والطيران المدنى بها ، ودورها فى تلك الصناعة ،خاصة أنه يترأس المنظمة الدولية الأولى فى مجال الطيران المدنى ، ثم يأتى بعدها المنظمات التى تمثل القارات ٍ، وتأييداً لذلك أنه لايفعل ذلك فى دورات منظمات أخرى غير الايكاو .

ودلالة ذلك كما يقول حسين مسعود ، أن مصر كانت ، وستبقى تحتل مكانتها فى الصدارة والريادة فى مجال الطيران المدنى على مستوى القارة الإفريقية .

ودلالة أخرى يضيفها الطيار جاد الكريم رئيس الشركة المصرية السابق للمطارات، حيث يرى أنه فى إقامة هذه الجمعية والحدث الكبير فى مصر ، أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على العودة إلى افريقيا بقوة ، والتعاون معها ، خاصة ومن بين هذه العناصر مجال الطيرن ، والمطارات فى القارة الإفريقية .

وتأتى الأهمية الكبيرة لـ « الافكاك « كما يقول حسين مسعود ان أعضاءها يمثلون الهيئات الرسمية الحكومية فى الدول الأعضاء ، فهى تمثل الدول ، وليس شركات الطيران ٍالتى تنظمها منظمة « الأفرا» التى تضم شركات الطيران الافريقية ، لذلك تعد « الأفكاك « هى المنظمة الأهم فى افريقيا قاطبة فى مجال الطيران المدنى ، حيث تضع الاستراتيجيات ، والخطط المشتركة بين الدول الافريقية الأعضاء بها ، فى تلك الصناعة ، وهى تصدرالقرارات التنظيمية لذلك بين الدول الأعضاء الاستراتيجيات الجهة التنظيمية الرسمية ، وسبل التعاون بين الدول وحقوق النقل بها وتنظيمها .

أما على مستوى التعاون الدولى مع مصر ، فقد جاء أيضاً على هامش المؤتمرلقاء الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني بالدكتور بينارد أليو رئيس منظمة «الإيكاو»، والذى أشاد بدور مصر في دعم صناعة النقل الجوي داخل القارة الإفريقية والذي ظهر واضحا في مبادراتها لتفعيل اتفاقية ياموسكرو بإنشاء سوق افريقية موحدة لما لها من تأثير ايجابي علي مستقبل الطيران المدني في افريقيا، وهو لقاء يدعم دور المنظمة الدولية الأولى فى صناعة الطيران المدنى للطيران المصرى فى وقت صعب يحتاج فيه الى هذا الدعم وبقوة .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق