رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى شــــــأن الذى يحـــــــدث فى الإمــــــارات

الزائر كل يوم لدولة الإمارات العربية المتحدة، بوسعه أن يرفع الصوت بالتحية والإشادة والتقدير والامتنان لقادة وشعب هذه الدولة العربية، التى طالما نفخر بها كعاصمة عربية ترفرف وتزدهر بين جنباتها أمارات ومعالم النهضة والازدهار والنجاح، حيث باتت اليوم خارج السياق العربى الزاخر معظم إن لم تكن غالبية دوله بالفوضى والخراب والدمار، وحروب الفوضى المتنقلة وجولات القتن الطائفية المقيتة والاشتباكات الجوالة، التى ستمزق حتما خرائطه بالدم، وربما استحالة العودة إلى ما كان والمضى قدما حتى فى تجاوز تقسيم خرائط سايكس بيكو. حيث تظل دولة الإمارات العربية منارة وشعلة الأمن والحكمة لبلد استطاع خلال سنوات قليلة أن يبنى معجزة ويجعل من المستحيل ممكنا، بفضل فكر وعقلية ورؤية قادة وشعب تواق إلى إنجاز المستحيل وبناء دولة عصرية تضارع، إن لم تكن تتفوق، على عواصم أوروبية كبرى بفضل آلية وإستراتيجية العمل والإنتاج، تلك المعادلة الفريدة والاستثنائية فى عالمنا العربى إن لم تكن الدولة المعجزة الوحيدة فى إقليم الشرق الأوسط، الذى أصابه العطب والانحراف. وهذا ما لمسته بنفسى فى زيارتى الأخيرة لدولة الإمارات العربية فى سالف الأيام الماضية، حيث تجد فى كل مرة تطأ قدماك الإمارات ودبى حجم الإنجاز والتطور الذى يفوق الخيال، ويكاد يلامس عنان السماء بفضل وحنكة قادة يخططون وشعب يلبى النداء للبناء والتشييد واستحضار وتطبيق نهضة عصرية على أرض الواقع عبر آلية محكمة تضبط إيقاع التخطيط والإنجاز والمتابعة والتطبيق لملامح المعادلة السحرية لجعل الإمارات جنة الله على الأرض، وقد نجحوا وتفوقوا على أنفسهم بعد أن قبلوا وهزموا التحدى، حيث لا يعرف قاموسهم السياسى والاقتصادى والتنموى وبناء وطن عصرى تعبير المستحيل، الذى بات خارج أدبيات الإماراتى اليومية، حتى صار هذا البلد حاضنا لأكثر من تسعة ملايين يعيشون على أرضه، منهم مليون إماراتى فقط والباقى يمثلون 200 جنسية عالمية تعمل ضمن خلية نحل يومية لإعلاء شأن نهضة هذا البلد العربى الذى بات مفخرة وقيمة مضافة ومثار إعجاب وتلاق بين جميع دول العالم بقدرة العربي، لو أراد، على الإنجاز والفعل، وجعلت دول العالم تعترف وتقر بأن العربى ممثلا فى دولة وشعب الإمارات نعم يستطيع، بدليل ما فعله هذا البلد العربى من إنجازات واختراقات عصرية تعجز كبريات دول العالم أن تسايرها خلال شهور وسنوات قليلة، عبر حكمة وعقلية وذهنية وإبداع قادتها، ووفرة أموالها وازدهار اقتصادها، ومن هنا صارت الإمارات قبلة الوافدين والطامحين لحياة أفضل علي أرض أقرب إلي الجنة الموعودة.

وعندما تتساءل هل كل هذه النجاحات بفعل عوائد البترول وكيف لكم أن تمضوا على طريق النجاح رغم انخفاض وتراجع أسعار البترول، يأتيك الجواب على لسان كل من التقيته واستمعت إليه، سواء الوزير سلطان الجابر وزير ملف مصر فى الحكومة الإماراتية ومهندس العلاقات المصرية ـ الإماراتية وصاحب مشروعات النجاح والإنجاز الإماراتى فى مصر، وكذلك لسان حال الوزير أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية، وحتى لبنى القاسمى وزيرة التنمية والتعاون الدولى بالقول، إن ما يحدث فى الإمارات خارج حسابات البترول وإنما بفضل الاستثمار فى العقول والكفاءات الإماراتية الشابة والناجحة الذى خطط لها صاحب النهضة والاتحاد الأول لهذا البلد العربى الشيخ زايد آل نهيان، هذا الحكيم العربى الذى استطاع أن يؤسس دولة وعاصمة لإحدى قلاع الوطن العربى صارت بحق مجدا لكل العرب، فاستثمر فى العقول أولا قبل الحجر والبناء الذى جاء متزامنا وبشكل ممنهج مع بزوغ فجر العقلية والكفاءة الإماراتية، التى تعلمت ولاحقت علوم الحياة فى الخارج والداخل الإماراتى فجاءت ساعة البناء والازدهار لتحول الحلم إلى حقيقة، كما نرى حاليا فى اتحاد الإمارات. ولم ينس كل منهم أن يبلغك القول الأثير للشيخ محمد بن زايد ولى العهد، إن اليوم الأخير لآخر برميل بترول فى دولة الإمارات سيكون يوم عيد وفرح لأنهم عندئذ يكونون قد نجحوا فى البناء والاعتماد بعد ذلك على سلة الاستثمارات الفائقة والنجاحات الاقتصادية والصناعية التى استطاعوا أن يؤسسوا لها، حتى أنه يصيبك الذهول والدهشة عندما يسارع الوزير الإماراتى فى هذه الوزارة، أو ذاك الذى لا يتجاوز عمره 40 عاما وربما أقل، حيث متوسط أعمار الوزراء هناك، ويبلغك أننا قد انتهينا الآن من مشروعات الإمارات العملاقة حتى عام 2050، وبدأنا الاستعداد لما بعد هذا التاريخ، وأن مصانع أجنحة ومواد صناعة الطائرات العالمية قد بدأت الإنتاج منذ سنوات فى الشارقة والطاقة الشمسية قد أقيمت بالكامل، وبدأت العمل والإنتاج. وفى المقابل أيضا لم تتخل الإمارات عن روابطها وحاضنتها العربية حيث بزغ نجمها السياسى فى السنوات الماضية للتفاعل والتلاقى مع معظم القضايا والحرائق العربية، فنشطت دبلوماسيتها ودورها السياسى للاشتباك مع قضايا الإقليم بقوة لإطفائها، لتصير رقما صعبا ولاعبا رئيسيا فى الأزمة اليمنية من خلال عضويتها الرئيسية والمحورية فى قوات التحالف العربي، الذى أبلت فيه بلاء حسنا ونشطا عسكريا وأمنيا وحتى إنسانيا ومعونات بلا حدود للمناطق المحررة حاليا فى اليمن، وكذلك فى الأزمة السورية ضمن التحالف الدولى لضرب داعش والنصرة وإنقاذ الشعب السوري، وكذلك الأزمة الليبية حاضرة بقوة مع مصر لإنهاء مشهد الفوضى القاتلة فى ليبيا وبناء دولة وحكومة مشروعة فى ليبيا.. أما عن العلاقات المصرية ـ الإماراتية الفريدة والمتميزة، فذاك عنوان مقال مقبل.


لمزيد من مقالات أشرف العشري

رابط دائم: