رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

نظرة إستراتيجية
لماذا قتلتموه ؟

أعاد الى ذاكرتى مشهد تصفية الشرطة الامريكية للشاب المتهم بتنفيذ عملية القتل الجماعية وهو مكبل اليدين والقدمين، بمشهد تصفية زعيم تنظيم القاعدة الارهابى اسامة بن لادن فهو ايضا كان اعزل ولم تجد القوات أية مقاومة تظهر، وكان من الطبيعى القاء القبض عليه والتحقيق معه وتقديمه لمحاكمة يشهدها العالم بأسره، ولكن تم قتله ورميه فى البحر حتى تنتهى اسطورته ويأخذ معه اسراره التى لا ترغب الولايات المتحدة فى خروجها الى النور. من اهم التعليمات التى توجه الى رجال الشرطة حال القاء القبض على احد المتهمين فى اى قضية كانت بعد استسلامة هو عدم استخدام العنف معه والحفاظ على حياته لانه يمثل كنزا حقيقيا لرجال التحقيق للوصول الى باقى افراد التنظيم او العصابة، ومعرفة معلومات مهمة من هذا المعتقل، اما ان يتم قتله وتصفيته فهو امر مثير للريبة، بحيث ان قتل الرجل وهو مكبل ترغب الاجهزة الامريكية فى دفن سر ما وعدم اشاعته، وربما كان ذلك الرجل عميلا لتلك الاجهزة نفذ التعليمات كاملة ثم صدرت الاوامر بقتله فى اللحظة التى سقط فيها. لو عدنا الى اسامة بن لادن فالجميع يعلم انه كان صنيعة امريكية كاملة حتى يقف فى وجه روسيا ثم بعد ذلك كان هو وتنظيمه ذريعة لوصول القوات الامريكية الى الحدود الروسية، وعندما انتهى دوره تم قتله. ومن الواضح بعد تلك الواقعتين وربطهما بسياسة المخابرات الامريكية وبالتأكيد هناك وقائع اخرى عديدة مشابهة، ولكننا لا نعلمها، فان الولايات المتحدة ستنفذ العديد من السيناريوهات مع تنظيم داعش الارهابى الذى هو فى المقام الأول صنيعة امريكية ايضا، ومن المتوقع ان توفر لقيادات التنظيم الغطاء لنقل مراكزهم الى ليبيا، بعد الهجوم الدولى على التنظيم فى سوريا والعراق، حتى يكتمل السيناريو الذى وضعته المخابرات الامريكية لهذا التنظيم، وهو تقسيم المنطقة واضعاف جيوشها عن طريق دخول داعش فى حرب بالوكالة مع الجيوش العربية، ثم بعد ذلك تأتى الفرصة لتتدخل الولايات المتحدة وتفعل بأبى بكر البغدادى كما فعلت ببن لادن. ان السياسة الامريكية لا تعترف بالاخلاق او الانسانية، فالقتل والتصفية الجسدية والتضحية بدماء الملايين من الابرياء سبيلها للوصول إلى اهدافها .


لمزيد من مقالات جميل عفيفى

رابط دائم: