رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
تجمعات مناصرة السياحة..لمن؟!

لا أقصد- بتاتا- صدم الشعور العام الحار والوطني، الذى حرك تجمعات نوعية من المثقفين والفنانين والمهنيين لتزور مدينة شرم الشيخ، ولكنني- فى الحقيقة- لن أمتنع عن توجيه سؤال لكل من ينفقون الجهد لتنظيم تلك التجمعات وهو: إذا كان الغرض من التظاهر والهتاف والغناء فى شرم الشيخ هو إحياء حركة السياحة من جديد بعد سحب روسيا وبريطانيا للسائحين وحظر الرحلات الجوية الى تلك المدينة البديعة بعد حادث تفجير طائرة (متروجيت) الروسية..فإن ذلك الضجيج المحلى لن يعيد السياحة ولا السائحين.

وإذا كان الهدف من الهتاف والتظاهر والرقص هو تحدى الإرهاب فلماذا لم يتظاهر أحد ونحن نحارب الإرهاب فى معركة مريرة على أرض سيناء وعند الحدود الغربية وفى مدن الدلتا والوادي، وغير ذلك من الأماكن التى لا تتوافر بها منتجعات أو شواطئ أو مناظر تسر الناظرين.

حين نواجه مشكلة من ذلك النوع الذى تعرضت له شرم الشيخ والسياحة فإن خطابنا يجب أن يكون متوجها للدول والشعوب التى تصدر السياحة إلى مصر، وتعتبرها المقصد السياحى الذى تأتمن سلطاته على راحة وسلامة ومتعة أبنائها.

وينبغى أن يكون ذلك الخطاب بلغة مؤثرة ونافذة ومدروسة تضع نصب عينيها عوامل نفسية وثقافية أثرت على الناس فى أوروبا بعد حادث الطائرة الروسية، وحتى بعد أحداث باريس.

ولقد حضرت ـ بنفسى فى لندن كيف واجه الدكتور ممدوح البلتاجى رحمة الله عليه ـ مذبحة معبد حتشبسوت فى الأقصر أواخر التسعينيات، ورأيت كيف تصرف الرجل الذى كان فى بريطانيا لحضور سوق السياحة (أيرلزكورت) وقت حدوث المذبحة.

تحدث البلتاجى إلى 42 قناة تليفزيونية وصحيفة، وشكل مع سفيرنا ـ وقتها ـ د.محمد شاكر ما يشبه خلية لإدارة الأزمة فى الإعلام الأجنبي، وصاغ خطابا موجها إلى الأجانب الذين ألغوا حجوزاتهم.

هكذا تكون المواجهة، وليس بتوجيه الخطاب إلى الداخل، والكلام من أنفسنا إلى أنفسنا، ولا ينفع ـ هنا ـ الحديث عن أننا نعالج الوضع بتشجيع السياحة المحلية إلى شرم، لأن المصريين يعرفون شرم، ولا يحتاجون إلى مظاهرات أو مهرجانات راقصة لتعرفهم بها.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: