وبخاصة بعد ثورة 30 يونيو، وكانت روسيا من اوائل الدول التى عقدت مصر معها صفقات عسكرية فى اطار التنوع فى مصادر السلاح الذى انتهجته مصر، وكان ثمار ذلك التعاون زيادة القدرة العسكرية المصرية لمواجهة التهديدات والتحديات التى تشهدها مصر والمنطقة والحرب التى تخوضها ضد الارهاب.
لم يتوقف التعاون بين مصر وروسيا على صفقات السلاح فقط بل امتدت الى تدريبات عسكرية بحرية لم تحدث من قبل وذلك فى اطار التعاون بين البلدين وحققت تلك التدريبات اهدافها كاملة، كما اهدت روسيا مصر لنش صواريخ الذى يعد الاحدث على مستوى العالم .
تتميز العلاقات العسكرية بين البلدين بالتعاون المثمر منذ زمن بعيد، فقد كانت الاسلحة الروسية تمثل عصب القوات المسلحة المصرية خلال حرب اكتوبر المجيدة، ومع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى روسيا فكان من المتوقع ان يتزايد التعاون بين البلدين من خلال التسليح والتدريبات المشتركة، وذلك فى ظل التطور السريع للتكنولوجيا الروسية فى مجال السلاح .
وقد شهدت السنوات القلائل الماضية تطورا مذهلا فى مجال صناعة السلاح بمختلف أنواعه فى الدول المنتجة له، وبرغم تسابق بعض الدول ( المستقرة شعوبها والآمنة حدودها ) على شراء ترسانة من الأسلحة المتنوعة بهدف زيادة التأمين ، فإننا نجد ان مصر بحكمة رئيسها عبد الفتاح السيسى، وجيشها المتفانى قد واكبت ما يحدث من تطورات فى هذا المجال منذ النصف الثانى من العام الماضى وحتى حينه، باستخدام منظومة لم تتبعها مصر منذ عقود مضت، تعتمد بالأساس على تنوع مصادر شراء الأسلحة من أحدث وأفضل الأجيال التى أنتجت مؤخرا حتى تكون لديها مقدرة أفضل لتأمين الحدود بكل حبة رمل فيها، وتوفير الأمن والأمان للشعب ضد كل مايحاك ضده من شر بمؤامرات خارجية يستخدم فيها فئة قليلة من الخائنين لوطنهم بالداخل.
الخبراء العسكريون فى مصر أثنوا على الصفقات التى أبرمت سواء من دخلت الخدمة منها، أو تلك التى تأتى لاحقا فى الفترات القليلة المقبلة، على اعتبار أنها تأتى ضمن إطار التطوير المستمر للقوات المسلحة، أو الحداثة من الجانب الفنى والتنوع فى طبيعية الأسلحة والدول المنتجة.
فبعد زيارة عدد من كبار المسئولين العسكريين الروس لمصر منذ مايو 2014 والتى استغرقت 4 أيام، التقى خلالها الوفد عددا من كبار المسئولين فى القوات المسلحة المصرية، منهم قائد القوات الجوية المصرية الفريق يونس المصرى وقائد الدفاع الجوى المصرى الفريق عبد المنعم التراس، لبحث أوجه التعاون العسكرى بين البلدين. حيث بدأت تلك الزيارات بزيارة مدير الاستخبارات الروسية (فيكسلاف كوندارسكو)، ثم زيارة وزير الدفاع الروسى (سيرجى شويجو) ومعه وزير الخارجية (سيرجى لافروف) فى 13 نوفمبر 2013، ومما يؤكد ان الزيارة تهتم بالجانب التسليحى لزيارة وزير الدفاع الروسى أن رافقه كل من (أندريه يويتسوف) النائب الأول لرئيس هيئة التعاون العسكرى الفني، وأيضاً مسئول من شركة تصدير الأسلحة الروسية (روس أدبورون إكسبورت) المملوكة للحكومة الروسية، وتتولى تصدير 90% من السلاح الروسى للعالم، وهى منتجة لدبابات القتال الرئيسية (تى – 90 ).
وبرغم أن المسئولين المصريين لم يعلنوا عن أبعاد ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين خلال الزيارات التى تمت، فإن الجانب الروسى كشف عن بعض ملامح هذا الاتفاق، وأكدت بعض المصادر حينها أن الوفد الروسى ناقش مجموعة من الملفات تتعلق بمجالات التدريب والتسليح، كما اتفق الوفد العسكرى الروسى مع قادة الجيش المصرى على الخطوط العامة للمناورات العسكرية المشتركة بين البلدين التى جرت مطلع العام الحالى، على ضوء الزيارتين المتبادلتين بين وزيرى دفاع وخارجية البلدين خلال الفترة الماضية .
وأشار المصادر الى انه أيضا تم الاتفاق على التعاقدات لشراء قطع غيار الأسلحة الروسية الموجودة بالقوات المسلحة، مشيرا إلى أن الأيام القليلة القادمة ستشهد محادثات جديدة بين العسكريين المصريين والروس.
كما نشرت حينها صحيفة "إيزفستيا" الروسية، أن كل ما اتفق بشأنه بين الجانب الروسى والمصرى سيوضع موضع التنفيذ، وخاصة بعد أن وقعت روسيا فى فبراير 2014 صفقة لتوريد معدات عسكرية مختلفة إلى مصر، وإن المناورات المشتركة هى خير طريقة لإبراز الجوانب الإيجابية لهذه المعدات، إضافة لذلك تنوى مصر شراء مقاتلات من طراز "ميج – 29 " ومنظومات مضادة للجو، ومروحيات من طراز "مي- 35 ومنظومات صاروخية ساحلية مضادة للسفن الحربية وغيرها.
التعاون يمتد إلى التصنيع المشترك
كما شملت المفاوضات بين الجانبين المصرى والروسى تحديث نظم التسليح القديمة التى لا تزال فى الخدمة بالقوات المسلحة، وأبدى الجانب الروسى استعداده لذلك، وقد اشترط الجانب المصرى ألا يقتصر التعاون العسكرى بين البلدين على بيع الأسلحة الروسية لمصر فقط، وإنما يمتد إلى التصنيع المشترك، على أن يشمل التعاون أيضاً نقل خبرات تكنولوجية إلى مصر.
ومما لا شك فيه أن التقارب المصرى – الروسي، سوف تدعمه زيارة وزير الدفاع الروسى لمصر حاليا من أجل مد جسور التعاون بين البلدين .
صفقات الأسلحة الروسية
فى البداية تأتى صفقة مصر مع الجانب الروسى لشراء أسلحة هجومية ودفاعية وطائرات قتالية، ففى يوم 12 أغسطس 2014 توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا الاتحادية، وقام بالتوقيع على اتفاقية عسكرية بقيمة 3,5 مليار دولار ، كما تضمنت الصفقة شراء منظومة صواريخ من طراز “إس 300، و12 مقاتلة من الجيل الرابع من المقاتلات الجوية “سو 30 كا”.
صفقة الصواريخ "كورنيت"
"كورنيت" هو صاروخ مضاد للدروع، يمكنه إصابة الطائرات ذات الارتفاع المنخفض،وتفوق سرعة طيران الصاروخ نحو هدفه سرعة الصوت، ويتراوح مداه ما بين 100 و 5500 متر ، وأيضاً صاروخ "ياخونت" سرعته تفوق سرعة الصوت بمقدار 2.6 مرة، ويبلغ وزنه ثلاثة أطنان برأس رادارى يوجه ذاتيا يزن 200 — 300 كيلوجرام، ويمكنه تدمير الطرادات الحديثة، وحاملات الطائرات، على مدى يصل إلى 300 كيلومتر.
صفقة مروحيات "مى 35 ام"
تضمنت أيضاً صفقات التسليح العسكرية التى ابرمتها مصر مع الدول المتقدمة فى هذا المجال صفقة مروحيات "مى 35 ام" وهى متعددة المهام بما فيها تأمين عمل مجموعات الاستطلاع والإجلاء، وتبلغ سرعة المروحية 310 كم فى الساعة، ويعادل مدى عملها 460 كم، وهى المروحية الوحيدة فى العالم التى بوسعها تنفيذ مهام النقل والإنزال والإسعاف، كما بوسعها أن تنقل داخل مقصورتها حتى 8 أفراد للإنزال الجوى بأسلحتهم وشحنات يبلغ وزنها 1500 كيلوجرام، وبالإضافة إلى ذلك فإنها قادرة على نقل مواد معلقة تزن حتى 2400 كيلو جرام ، الأمر الذى يجعل المروحية لا بديل عنها فى نقل الذخائر إلى مناطق وعرة.
صفقة الدبابات "تى 90 "
الدبابة "تى 90 " تعرف بمدرعة المهمات الصعبة، لقدرتها على تنفيذ المهام التى تعجز عن تنفيذها أحدث دبابات العصر العاملة لدى الدول الصناعية الأخرى، وزنها 50 طنا، وسرعتها 66 كم/ فى الساعة، يبلغ طولها بالمدفع 9,52 متر، السعة الكلية لخزانات الوقود 1600 لتر من الديزل، تتسلق زاوية ميل بمقدار 30 درجة، أقصى زاوية لارتفاع المدفع 14 درجة زائد، وانخفاضه 6 درجات، مزودة بمدفع عيار 125 ملم، ورؤية ليلية على مسافة حتى 3000 متر، ومزودة برشاشين خفيف وثقيل.
صفقة طائرات التدريب "ياك"
تأتى أيضا صفقة طائرات التدريب "ياك" ضمن أبرز طائرات التدريب المتقدم للقتال، فهى تعرض نموذجا فريدا من نوعه وقادرة على تدريب الطيارين على طائرات الجيل الخامس من المقاتلات الغربية والشرقية، و تتوافر فيها منظومة الاستخدام القتالى التى تتضمن تمثيل المعركة الجوية والبحث عن الأهداف الجوية وتعريفها واكتشافها ومتابعتها وإطلاق الصواريخ "جو- جو" ذات رؤوس التوجيه الذاتى الحرارية والتشويش المعادي، بالإضافة إلى التعامل مع طائرات أخرى ضمن مجموعة الطائرات ومراكز القيادة الأرضية، وتوجيه الضربات إلى الأهداف الأرضية مع إطلاق الصواريخ " جو- أرض" ذات رؤوس التوجيه الذاتى الرادارية والحرارية والليزرية والتليفزيونية والصواريخ غير الموجهة وقصف القنابل ورمى المدافع وإطلاق الصواريخ والتشويش المعادي.
صفقة الطائرات " ميل مى 17"
الطائرة " ميل مى 17"هى مروحية روسية مطورة تم استخدامها فى الحرب ضد أفغانستان وصدرت روسيا عدة طائرات منها إلى عدد من الدول منها السعودية، وصممت تلك الطائرة للحرب فى أفغانستان.
النظام الصاروخى " تور إم2 "
هو منظومة دفاع جوى روسى للارتفاعات المنخفضة والمتوسطة يعمل من خلال منصات إطلاق ذاتية الحركة أو من خلال الوحدات والقطع البحرية، يستطيع الطراز البحرى منه التعامل مع كافة أنواع الأهداف الجوية من مقاتلات وطائرات هليوكوبتر والصواريخ الباليستية
قاذفات" آر بى جى 32"
أما قاذفات آر بى جي32 فهى من القاذفات اليدوية متعددة العيارات والفريدة، القادرة على تدمير معظم أنواع المدرعات والدبابات الحالية وغيرها من المنشآت العسكرية، كما تعتبر من أسلحة الجيل الجديد ذات الميزات المتقدمة على غيرها من نماذج الأسلحة المشابهة فى العالم ، وهى النسخة المعدلة من الصاروخ الروسى المضاد للدبابات ، ولا يزيد وزنه عن 3 كيلوجرامات، بالإضافة إلى صواريخ "S300" و هى عبارة عن منظومة متطورة من الصواريخ تغطى مساحات شاسعة..