تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك أطرافا لا تريد لهذه البلاد الخير، وتصر على زرع بذور الفتنة، وبث نوازع الفرقة والانقسام فى ربوعها، وإعادة إنتاج أجواء الحرب الأهلية التى دامت أكثر من 15 عاما منذ منتصف السبعينيات وحتى أوائل تسعينيات القرن الماضي، وراح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب اللبنانى الشقيق.
فمع عقد جلسة مجلس النواب اللبناني، التى تعد الأولى منذ أكثر من عام، لإقرار القوانين المالية التى تحتاجها الدولة اللبنانية للنهوض بمؤسساتها، شهدت منطقة برج البراجنة بالضاحية الجنوبية عمليتين انتحاريتين استهدفتا شارعا تجاريا مكتظا بالمواطنين الأبرياء، الأمر الذى يؤكد أن هناك جهات تتربص بالبلد الشقيق ولا ترجو له أن يتقدم خطوة للأمام على طريق الاستقرار وتحقيق الأمن لمواطنيه.
ولعل الحادث الأليم يكون حافزا للشعب اللبنانى بجميع طوائفه وفئاته للاصطفاف فى وجه ما يحاك ضده من مؤامرات تستهدف وحدته وسلامة أراضيه، وتغليب صوت العقل للبعد بالبلاد عن الانجرار إلى أتون حرب سرعان ما تأخذ منحى طائفيا، ولعلها تكون حافزا أيضا لجميع المسئولين لتخطى الخلافات، والعمل على دعم مؤسسات الدولة الدستورية لحماية الجبهة الداخلية من الإرهاب الذى يستهدف لبنان وشعبه.
وفى هذا الإطار فإنه من المهم التنبيه إلى أنه يجب ألا يترك لبنان وحده فى مواجهة هذه الأعمال الإرهابية، وعلى دول المنطقة أن تدرك أنه يحتاج فى هذه الظروف إلى المساندة والدعم العربي، والوقوف إلى جانبه، واضعين فى اعتبارهم أنه يتحمل جزءا من فاتورة الحرب على الإرهاب، كما أن على المجتمع الدولى أن يبادر بالقيام بدوره وتحمل مسئولياته تجاه حماية لبنان من خطر الإرهاب الذى يهدد وحدته واستقراره.
وقد سارعت مصر فى إطار دورها المحورى نحو أشقائها، إلى إدانة الحادث الإرهابى بأشد عبارات الإدانة، وأكد بيان لوزارة الخارجية وقوف مصر مع لبنان الدولة الشقيقة حكومة وشعبا، فى هذا الظرف الدقيق الذى تسعى فيه قوى التطرف والإرهاب، وأعداء السلام إلى زعزعة أمنه واستقراره، مقدمة خالص التعازى لأسر الضحايا.