رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

من القلب
اُخرج عن النص تصبح بطلا فى الفضائيات

كم من الجرائم ترتكب باسم «حرية الإعلام».. ففارق كبير بين حرية الإعلام وما تشهده بعض الشاشات الآن من فوضى وعشوائية وخروج عن النص من جانب بعض المذيعين، أقول ذلك بمناسبة واقعة مذيعة ماسبيرو التى تعاملت فى برنامجها على قناة «القاهرة» على أنها ضيفة البرنامج وليست مذيعته فتناست آداب مهنة الإعلام ودورها كمذيعة تحاور ضيفها وتسأله وتستمع منه كما يستمع المشاهد، الذى أخذت تعطيه دروسا وإنذارات وتوجه فى عدة دقائق كلمات كنت أتوقع سماعها من ضيفها ـ فهناـ سيكون منطقيا لأن الضيف من حقه أن يقول رأيه كما يشاء بينما تناقشه المذيعة فى هذا الرأى، فتلك هى المهنية.

الغريب فى الأمر أن تلك المذيعة أصبحت بطلة واستضافتها غالبية الفضائيات لتحكى مآساتها بقرار وقفها عن الظهور على الشاشة والتحقيق معها ـ وهو قرار أؤيده ـ بل وأطالب عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بتطبيق المعايير على كل مذيع ومذيعة يخرج عن المهنية وينسى وظيفته ويستغل تواجده أمام الشاشة أو الميكروفون ليعيش دور «الزعيم» أو «الواصى على الشعب» ويقوم بتقليد بعض مذيعى الفضائيات الذين بدأ الجمهور يعزف عنهم.

فماسبيرو بمذيعيه يمتلك أدوات العمل الإعلامى والحوار ولا يصح أن يقلد مذيعوه ما يحدث على شاشات بعض الفضائية من غوغائية، ولا يعنى ذلك تقييد الحرية لأن الحرية مسئولية اجتماعية وممارسة للمهنية بدون «شو» أوبطولة واهية.

وهنا أدعو أبناء ماسبيرو المخلصين إلى التمسك بقيم وأخلاقيات مهنة الإعلام التى تهدف لبناء هذا الوطن وليس الهدم، فمن منا لم يسمع أو يشاهد ما يروجه الإعلام الغربى لخدمة مصالح بلاده وهو ما نفتقده فى إعلامنا المصرى فى غالبية الوقت للأسف، فقد حان الوقت للالتفاف من الجميع لإعلاء قيمة المصالح الوطنية.

H دينا صلاح الدين نموذج للمذيعة الراقية سريعة البديهة أعجبتنى بشدة فى ردها على متصل ببرنامجها اليومى «طلعت شمس النهاردة» على راديو مصر حينما بدأ حواره معها قائلا: «بالنسبة للطيارة اللى اتفجرت فى شرم الشيخ….»، فردت سريعا وقاطعته ببلاغتها المعهودة: الطيارة لم تنفجر ولم تنته التحقيقات بعد لمعرفة إذا كانت انفجرت أم لا؟

هذا النموذج من المذيعين هو ما نحتاجه على شاشاتنا المصرية وإذاعتنا وليس الآخرون!

[email protected]
لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى

رابط دائم: