لأن حرية الصحافة لا تتعلق فقط بحرية النقد التى يمارسها الكتاب والصحفيون وإنما تتعمق هذه الحرية وتزدهر بمدى تجاوب الأجهزة المسئولة مع أى نقد يثار سواء بالاستجابة له إذا كان نقدا موضوعيا، أو الرد عليه بالوثائق والمستندات إذا كان كلاما سطحيا!.
أريد أن أقول: إن حرية الصحافة تحتاج إلى ديناميكية جديدة من الذين يتولون أكبر المسئوليات فى العمل الوطني.. لأن العصر الذى نعيش فيه لم يعد يقبل بسياسات التعتيم التى انتهى زمنها ولاسياسات الطناش التى تفرز الأجواء الملائمة لتداول الشائعات على أنها حقائق وترديد الأكاذيب التى سرعان ما تتحول إلى روايات متداولة لا يشكك فى صحتها أحد!.
إن استمرار سياسة الصمت الحكومى أو أسلوب الرد بالقطارة على بعض ما يثار فى الصحف هو انتقاص من حرية الصحافة من ناحية لكنه على الجانب الآخر يمثل انتقاصا من حق أصيل للرأى العام فى أن يكون على علم وبينة بكل ما يصدر من قرارات وإجراءات تؤثر على حياته.
وفى ظنى أن أى قرار مهما كانت تبعاته يمكن للرأى العام أن يتقبله إذا جرى طرحه وتفسيره بأسلوب يؤكد احترام الدولة للمواطن تأكيدا لحق المواطنة والتاريخ القريب والبعيد يشهد لشعب مصر أنه واجه تحديات صعبة أو طموحات مشروعة استدعت تضحيات واسعة فإن الناس تحملوا جميع المصاعب بكل الرضا... وليست السنوات التى أعقبت نكسة يونيو1967 سوى المثال الحى على عظمة هذا الشعب الذى أحس يوم السادس من أكتوبر بأن كل ماتحمله من مصاعب - فى السنوات العجاف - لا يساوى فرحة العبور والإحساس بأن كل قرش دفعه المواطن من جيبه لخدمة المجهود الحربى قد أثمر فى استرداد العزة والكرامة وغسل عار النكسة والهزيمة.. هو نفس الإحساس ونفس الشعور بالعزة والكرامة بعد إنجاز العبور الثانى متمثلا فى حفر قناة السويس الجديدة خلال عام واحد واستجابة الشعب لتمويل المشروع كاملا ثقة فى الرئيس السيسي.
وفى العبورين المجيدين عامى 1973و2015 كانت صحافة مصر عند مستوى الحدث.. أقول ذلك حتى لا يسيء أحد فهم ما أردت أن أتحدث عنه واضحا وقاطعا وشفافا ومباشرا حول حرية الصحافة وتحديات المهنة ومسئولية الدولة!
خير الكلام :
ــــــــــــــــ
<< المحراث والسيف والقلم.. ثلاثية النهضة فى أى وطن !