عرفت عن قرب 4 رجال شغلوا منصب مدير المخابرات الحربية وكان لى شرف الجلوس معهم فى المبنى التاريخى العتيق «مبنى القيادة المشتركة» المجاور لقصر البارون إمبان مؤسس ضاحية مصر الجديدة والرجال الأربعة هم على التوالى اللواء محمد أحمد صادق واللواء محرز عبد الرحمن مصطفى «رحمهما الله» واللواء فؤاد إبراهيم نصار أطال الله فى عمره واللواء عمر محمود سليمان رحمه الله وكان القاسم المشترك بينهم جميعا هو حدة الذكاء وسمو الخلق وعفة اللسان، ولأننى لم أشرف بمعرفة اللواء عبد الفتاح السيسى عندما تولى منصب مدير المخابرات الحربية فقد حرصت على السؤال عنه من زملاء له ممن عايشوه فى مراحل خدمته العسكرية فكانت الإجابة قاطعة فى انضمامه إلى القاسم المشترك للأربعة الكبار الذين أعرفهم وإن زاد عليهم بأنه ممن يكظمون الغيظ مهما كانت حدة المواقف التى تدفع باتجاه الغضب والانفعال. والذى دفعنى إلى هذه المقدمة هو اندهاشى من اضطرار الرئيس السيسى إلى البوح بغضبه الشديد من الإعلام مع تمسكه برقته المعهودة فى الرد على التجاوزات الإعلامية قائلا: «المرة الجاية أنا هاشتكى للشعب المصرى منكم» فالرئيس الذى فاض به الكيل - مثل غالبية المصريين - من التجاوزات الإعلامية والممارسات غير المسئولة بالدق المتواصل على الأزمات التى ورثها الرجل دون أى إشارة لما تحقق فى 17 شهرا فقط من حكمه على صعيد النمو الاقتصادى والأمن لم يستطع أن يكتم غضبه هذه المرة!
وفى اعتقادى أن الرئيس السيسى لم يبح بغضبه من الإعلام لواقعة بعينها وأشار إليها فى حديثه وإنما لأن زكيبة البريد فى الرئاسة حملت آلاف الرسائل والشكاوى التى تتحدث عن تجاوزات مريعة وأخطاء جسيمة مع التلميح لشكوك وهواجس بأن المسألة أكبر من أن تكون هفوات لهذا الإعلامى أو ذاك على هذه الشاشة أو تلك ومن ثم فإن الغضب لا ينبغى أن ينصب على الزمار وحده وإنما العتاب والحساب والعقاب: «لمن يدفع للزمار».. والمعنى فى بطن الشاعر!
ويخطىء بعض أصحاب الفضائيات وبعض ملاك الصحف إذا توهموا أن بقدرتهم لى ذراع الدولة التى يمثلها عبد الفتاح السيسى فالذين خرجوا فى 30 يونيو وساندوا 3 يوليو لم تكن لهم عداوة مع الإخوان وحلفائهم وإنما كانوا يعبرون عن رفضهم محاولات لى الأذرع والرضوخ لمخططات تغيير الهوية.
ومصر التى أعرفها لن تنحنى لأحد فى الداخل أو الخارج على حد سواء!
خير الكلام :
<< إنا نحب الورد لكنا نحب القمح أكثر.. ونحب عطر الورد لكن السنابل منه أطهر!