رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بلير يتلاعب بعقول العالم

بعد قراءة اعتذار رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير عن الأخطاء التى ارتكبت باتخاذ قرار الحرب على العراق قفز إلى ذهنى قضية فى منتهى الخطورة ألا وهى تلاعب الساسة والحكام بعقول البشر وإساءة إستعمال وظائفهم وانتهاكهم للمعايير والقيم العالمية والاجتماعية واستغلال المعرفة التى لاتحركها غايات نبيلة ولاتطمح إلى تغيير العالم نحو الأفضل ، واسترجعت بعضا من الخطاب الذى ألقاه بلير فى مارس 2003 لإضفاء الشرعية على قرار حكومته بالتحالف مع الرئيس الأمريكى بوش على غزو العراق حيث قال» إن من حق مجلس النواب مناقشة الأمر وإصدار الحكم بشأنها وهذه هى الديمقراطية التى هى من حقنا والتى يناضل الآخرون للحصول عليها دون جدوى «! وقال أنه خيار صعب بل مصيرى فإما أن تنسحب القوات البريطانية الآن ونعود أدراجنا إلى الوراء وإما أن نتمسك بالمسار الذى اخترناه وبثبات ، وأنا أومن إيمانا عميقا بأننا يجب أن نتمسك بهذا المسار ، واتهم الديمقراطيين الليراليين بالإنتهازية والخطأ.» هو بتلاعبه ومناورته السياسية رمى إلى أن الذين يعارضون الذهاب للحرب يدعمون صدام حسين سياسيا وبالتالى عليهم السكوت درءا لهذا الاتهام ولأن الذهاب للحرب بالنسبة لبلير كما صورها فى خطابه وسيلة للدفاع عن الديمقرطية ، لأن ما سيتمخض عنها سيحدد مصير النظام والشعب العراقى الذى عانى ومازال من وحشية صدام وأن هذه الحرب ستحدد الطريقة التى ستواجه بريطانيا والعالم تهديد الأمن العالمى فى القرن الحادى والعشرين وتطور الأمم المتحدة ونمط السياسة الدولية للجيل اللاحق « فهل حصل الشعب العراقى على ديمقراطيته التائهة أيها البلير ؟حتى فى اعتذاره عن الفشل فى التخطيط بشكل ملائم عقب الغزو الذى أطاح بصدام حسين عام 2003 والمعلومات الزائفة التى استخدمت لتبريره و أنه سيجد صعوبة فى الاعتذار عن الإطاحة بصدام حسين كثير من المراوغة والتلاعب واستباق لتقرير رئيس لجنة تقصى حقائق حرب العراق والذى تأخر كثيرا فى الصدور .متى سيحاسب هؤلاء الساسة على ما ارتكبوه فى حق شعوبنا ؟

لمزيد من مقالات سهيلة نظمى

رابط دائم: