أكد وزير المياه الإثيوبى موتوا باسادا حضوره اجتماع اللجنة الثلاثية لسد النهضة المقررعقده فى القاهرة نهاية الشهر الحالى.. ولن تتطرق المحادثات ـ طبقا للتصريحات الرسمية ـ إلى قضية تقاسم مياه النيل ولكنها ستركز فقط على حل الخلافات فى ضوء اتفاقية المبادئ الموقعة بين مصر وإثيوبيا والسودان فى مارس الماضى .
والحقيقة أنه منذ رحيل جماعة الإخوان والإطاحة بالرئيس محمد مرسى أبدت مصر - قيادة وحكومة وشعبا - كل مظاهر حسن النية وبادرت باتخاذ جميع الخطوات العملية التى تؤكد حرصنا على رخاء اثيوبيا ورفاهية شعبها وتوظيف خبراتنا لدعمها على أن يراعى الإثيوبيون حقوق المصريين فى مياه النيل الذى يمثل لنا مسألة حياة وقضية وجود !!
ولكننا كنا دائما نقابل بكلام معسول ونيات تبدو طيبة فى الوقت الذى نلمس فيه غموضا فى موقف أديس أبابا دون الإقدام على اتخاذ أى إجراءات حقيقية تدخل الطمأنينة إلى قلوب ملايين المصريين المتعطشين لأنباء تبشرهم بحل الأزمة وضمان حصولهم على حقوقهم التاريخية من مياه النهر الخالد !!
فعملية بناء السد لم تتوقف لحظة وظلت ـ ولا تزال ـ قائمة على قدم وساق .. والمفاوضات «محلك سر» يكسوها الغموض ربما حتى يتم الانتهاء من بناء السد وتكتمل فرحة الإثيوبيين بينما نغرق نحن فى آثاره السلبية التى تقربنا من حد الجفاف والجوع والظلام !!
الأمر لم يعد يحتمل تأجيلا.. وعلينا أن نواجه الواقع ونصارح أنفسنا بكل صدق وشجاعة ونجيب على التساؤلات الصعبة بشفافية وصدق وأمانة لنعرف :
هل خدعتنا إثيوبيا عندما قمنا بالتوقيع على اتفاق المبادئ مع زعماء أديس أبابا والخرطوم فى مارس الماضى؟!
وهل لا يزال هناك أمل فى المفاوضات المتعثرة بيننا, والخلافات القائمة بين المكتبين الاستشاريين الفرنسى والهولندى للتوصل إلى نتائج محددة؟!
وهل لدينا بدائل حقيقية, قوية ومؤثرة, يمكنها وقف هذا الخطر الذى يداهمنا؟!
وماذا نحن منتظرون كى نستخدمها؟!