هطلت الامطار وغرقت مصر .. جملة نسمعها كل عام مع بداية هطول الامطار فى الشتاء، ولكن هذه الجملة ربما تكون مختلفة فى العام الحالى بعد ان توقفت الحياة تماما فى مدينة الاسكندرية ثانى اكبر محافظات الجمهورية، فقد سقطت الامطار وسقطت معها الاقنعة عن مجموعة من المسئولين الفشلة الذين كان الاجدر بهم ان يعملوا لمصلحة المواطنين الذين يعانون يوميا من مشقات الحياة وجاءت الامطار لتفضح المسئولين فى المحافظات والمحليات، ونكتشف جميعا حجم الفساد داخل الدولة.
ان ما حدث ايضا يكشف الدور الذى تقوم به المحليات والاجهزة حيث انها تنام فى سبات عميق لا رقيب ولا حسيب لاى أحد الكل يلعب لمصلحته الشخصية دون النظر لمصلحة المواطن البسيط الذى استيقظ صباحا وجد نفسه غارقا فى مياه الامطار، وتذهب تحويشة عمره التى وضعها فى السيارة التى غرقت هى الاخرى بسبب الفساد الحكومى.
ان ما ظهر امس الاول جزء من سلسلة الفساد والانفلات فى جهاز الدولة الاداري، وهذا الانفلات ينسحب ايضا على مؤسسات واجهزة اخرى تنخر فى جسد الدولة المصرية، لتحقيق مكاسب على انقاضها، مثل تجار السوق السوداء التى تتعامل فى الدولار وحققوا ارباحا طائلة فى نفس الوقت الذى يضر فيه الاقتصاد المصرى بشكل كبير، كما يجب ألا ننسى وسائل الاعلام المصرية المختلفة التى تعبث يوميا بعقول الشعب المصرى.
ايضا هناك معاول هدم ظهرت أخيرا تسعى الى الوصول مرة اخرى الى السطح للهجوم على الدولة وبث سمومهم مرة اخرى بل ونشر الفتن والاكاذيب ، والتشكيك فى كل ما هو ظاهر فى الدولة المصرية معتقدين ان ما فعلوه قبل 25 يناير يمكن تكراره مرة اخرى.
ان كل ما ظهر من سلبيات نتيجة الفساد الضارب بجذوره فى الدولة المصرية، ولم يتم تطهير البلاد من هذا الفساد فى جميع المؤسسات التى اصبحت عبارة عن جزر معزولة دون رقيب وحسيب. ان زخات المطر التى سقطت كانت القشة ويجب على الرئيس عبد الفتاح السيسى ان يتخذ قرارات حاسمة ضد المقصرين فى جميع المجالات حتى تستقيم الامور .
http://[email protected]