رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
«مطبلاتية» يناير!

الشباب محبط .. الشباب قاطع الانتخابات .. الشباب يبعث برسائل خطيرة .. الشباب على حافة الانفجار. هكذا تحدث «مطبلاتية» يناير على مدى أيام، بعد خروجهم من الجحور، مستغلين ما حدث فى المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب. فعلا، كان الإقبال على التصويت محدودا، ولكنه كان «منطقيا»، لعدة أسباب أهمها غياب المرشح الذى يدفع، والناخب الذى لا يتحرك من منزله إلا بمقابل!. ولكن تجار الثورة تعاملوا مع الموقف بانتهازية شديدة، وبذلوا جهدا خارقا لاستدعاء أجواء ما قبل 25 يناير 2011، وافتعالها، وفرضها على المشهد السياسى فرضا، سواء عبر الحديث عن فشل 30 يونيو، أو بالربط بين نسبة الإقبال وبين شعبية الرئيس، أو عبر الإصرار على الربط الأبله بين ظروف برلمان 2015 وبرلمان 2010، وكأنهم يقولون للمصريين : استعدوا لثورة ثالثة، والمثير أن هذا بالمناسبة نفس ما قاله الإخوان والإعلام الغربي!. زعماء مافيا صناعة وتصدير الإحباط تسيدوا المشهد بفضل سذاجة الإعلام الخاص الذى فرض علينا طلتهم وطبيخهم البايت : التغيير، والأسعار المرتفعة، والأحوال التى لا تسر، مع البهارات المعتادة، مصائب هنا وفضائح هناك، وانتهاكات للشرطة، وخسائر فى قناة السويس، وقرب إفلاس مصر، وغير ذلك من الهراء الذى يصدقه بعض شبابنا للأسف ممن يعانون أمية شاملة، بإرادتهم. هذه المافيا ترتكب جريمة بإصرارها على اختزال شباب مصر فى جيل النشطاء والفيسبوك وأغانى المهرجانات وأصحاب الضفائر والبنطلون الساقط، ودفعهم للتوحد مع الوطن، أو الانتحار، كما حدث من قبل و«ربك سترها». المصيبة أن هذا النوع من الشباب للأسف تعجبه هذه الدغدغة، فقد استسهل أن يحصر نفسه فى دور الثائر المظلوم الذى يرى الإحباط نضالا، بينما غيره اختار الطريق الأصعب، فاحترم وطنه وشعبه، وكد وعرق، وتعلم وأبدع، وقهر الإحباط والظروف، ومنهم من حفر قناة، ومنهم من استشهد ويستشهد بنيران الإرهاب ، و النوع الأخير هم شباب مصر الحقيقى، ولا أحد يتحدث عنهم.

لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: