رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
إيران وروسيا وسوريا

حدثان يدفعاني الي اعادة فتح ملف الدور الايراني المستقبلي في سوريا، أحدهما هو دفع موسكو لنظام الرئيس بشار الأسد أن يحل الميليشيات الايرانية الموالية له وعلي رأسها ميليشيات الدفاع الوطني بعد مقتل الجنرال حسين همداني قائدها. والحدث الثاني هو الاحتشاد السوري الايراني- الآن- لتحرير حلب في معركة يبدو أنها ستكون الكبري.

فأما عن الحدث الأول فهو يؤكد حرص روسيا علي عدم حمل عبء ايران علي كاهلها، وبخاصة أن ميليشيات إيران أوغلت وغالت في أعمال وحشية ضد المدنيين علي نحو خلق اتجاها شعبيا قويا ضدها.

وفي هذا الاطار لاحظت أن الرئيس بوتين حين دعا الي حلف اقليمي لمكافحة الارهاب وداعش، ذكر أن مشاورات جرت بين موسكو وعدد من دول المنطقة بينهم مصر والسعودية والامارات والأردن وإسرائيل، للتنسيق حول مكافحة الارهاب، وأن تلك الاتصالات ربما تشمل- مستقبلا- تركيا وأمريكا.

أي أن روسيا تستثني ايران من حلفها ضد الإرهاب، لكيلا تستفز تجمع الدول العربية السنية، أو تدفع تركيا الي عدم قبول المشاركة في أي مجهود لمقاومة الارهاب.

ومن جهة أخري فان ايران- نفسها- ربما تجد حرجا في أن تضع نفسها في تحالف علني جماعي مع روسيا التي تري ضرورة للتنسيق مع اسرائيل وبالذات في موضوع الارهاب، اذ سوف يكون من غير المقبول أو المنطقي أن تخرم ايران أدمغتنا طيلة النهار والليل بأنها طليعة المواجهة ضد اسرائيل، كما يغمرنا حسن نصر الله بالكلام عن أنه القائد الذي أتي به القدر لمواجهة اسرائيل، ثم ينكشف أن تحالف ايران مع روسيا- في النهاية- هو جزء من عملية التنسيق مع اسرائيل.

أما الحدث الثاني الذي لفتني بشأن روسيا وايران في سوريا فهو الاحتشاد الايراني لدخول مدينة حلب، والتي مهدت لها روسيا بضربات «السوخوي» وصواريخ «كاليبر»، ولكن مع حرص طهران ألا تكون جزءا علنيا منها، اذ يعتبر قسم كبير من محافظة حلب من الأطماع التركية في سوريا، وإذا أعلنت روسيا أن ايران جزء من التحالف، فان ذلك سوف ينفر تركيا، وسيبدو عملا غير مفهوم، فيما مصالح ايران وتركيا متقاطعة- علي الكلية والتفصيل- فوق أرض حلب.

أظنها لحظة كاشفة جدا في مواقف كل الأطراف.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: