رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

القمع الإسرائيلى إلى متى؟

لم ـ ولن ـ تلقى مطالبات وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى آذانا مصغية، من إسرائيل، ولا من الفلسطينيين، حيث سئم الفلسطينيون الكلام المائع الرخو بضرورة ضبط النفس ووقف أعمال العنف،

وكيرى عندما يطالب الأشقاء الفلسطينيين بذلك فهو يساوى بين الجانى والمجنى عليه، أما بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، فإنها تنظر لهذا الكلام الفضفاض المطاط باعتباره ضوءا أخضر بالاستمرار فى القمع والاستبداد، وكذلك فإن كيرى عندما يعلق على الاقتراح الفرنسي، بنشر مراقبين دوليين فى ساحات المسجد الأقصي، بقوله إن إسرائيل لا تريد تغيير الوضع الحالى فإنه بذلك يعلن ـ بشكل ضمنى موافقته على ما ترتكبه إسرائيل فى حق المواطنين الفلسطينيين العزل. وأما الحجة الباطلة التى تروج لها الحكومة الإسرائيلية بأنها تدافع عن نفسها، وتحمى سكانها فى المستوطنات، فإن الرد عليها واضح وضوح الشمس، وهو أن العنف لا يولد سوى العنف، وأن دائرة اليأس والإحباط التى تخنق الفلسطينيين لابد أن تؤدى حتما إلى الانفجار، ثم.. أليست إسرائيل قوة احتلال؟ بالتأكيد هى كذلك، وبالتالى فإنها ملزمة بحماية هؤلاء الذين تحتلهم، وذلك حسب قواعد القانون الدولى التى يعرفها القاصى والداني. لقد آن الأوان أن تعترف إسرائيل بالحقائق على الأرض، وأن تكف عن تبنى الأفكار والأوهام القديمة، بأن الفلسطينيين تردعهم العين الحمراء، وعليها أن تعى أن الكيل قد فاض، وأن الفلسطينيين لن يظلوا يتحملون الذل والهوان إلى الأبد، كذلك فإن على السيد نيتانياهو وحكومته أن يدركا أن الزمن تغير، وأن الانسان فى كل مكان الآن يبحث عن الحرية والكرامة والمساواة، وإذا كان نيتانياهو يتحجج بالحفاظ على أرواح الإسرائيليين، فإن عليه أن يدرك أن حياة الانسان الفلسطينى مقدسة هى الأخرى، وأما إن كان نيتانياهو يراهن على أن الأوضاع العربية المرتبكة هذه الأيام ستساعده على الاستمرار بهذه الطريقة فهو مخطئ، لأن النار عندما تشتعل فإنها لن تترك أحدا، حتى لو أقام حول الجدران العازلة!


لمزيد من مقالات رأى الاهرام

رابط دائم: