مشاهدتي لك هذا الأسبوع هي مجرد ذكريات لمشاهدات عديدة علي مايقرب من نصف قرن من الفن وهنا الي جانبه الصداقة مع الزميلة العزيزة أفكار الخرادلي.
منذ أول ما إلتحقت بالأهرام وهنا الأهرام الحديث بمعني جريدة الأهرام في مبناها الحالي فقد كنت أنا من الذين إلتحقوا بالأهرام في باب اللوق.
لم تكن بيننا أي سابق معرفة أو صداقات من قبل فالأستاذة أفكار الخرادلي خريجة إقتصاد وعلوم سياسية وأنا خريجة كلية الحقوق وبالطبع قبلها أيضا بسنوات.
المهم ربما هي رغبة من الطرفين في تعميق المعرفة السطحية الي صداقة ولتدوم هذه الصداقة لأكثر من40 عاما.
كان تواجدنا في البداية في مبني الأهرام اليومي لسنوات وسنوات حتي تعيينها رئيسا لمجلة نصف الدنيا في المبني المجاور لمبني الأهرام اليومي.
كانت الصداقة في العمل وأيضا علي المستوي الأسري.
ربما نبتعد عن بعض تليفونيا لأسابيع ولكن الأساس موجود وهو الصداقة القوية.
كانت كثيرا ماتحضر معي بعض العروض المسرحية أو المناسبات السينمائية في مهرجان القاهرة السينمائي وكنت لاأشعر بأن معي صديقة ولكن دون مبالغة أخت.
في بداية رئاستها لمجلة نصف الدنيا طلبت مني أن أكتب أسبوعيا عن ذكرياتي الفنية ولكن رفضت بشدة وقلت لها أنت صديقة وأنا لا أعمل مع صديقة مطلقا الصداقة عندي أهم من أن أكتب هنا أو هناك الصداقة تدوم والعمل يحتمل مجاملة لا أقبلها ولا أضع نفسي في هذا الموقف.
فكان أن كتبت هي عني في مجمل ماكتبته عن الصحفيين في الأهرام من جيلي والجيل التالي مباشرة
يفاجئني رحيلها السريع والذي لم أستعد له بمرض ما أو مجرد تعب ولكن شيئا من هذا لم يتم كانت في منتهي الحيوية والصحة تعاون ابنتيها في رعاية الأحفاد دون إرهاق.. لم تفارقها النظرة المتفائلة للأمور وكنت أحيانا أستمد منها بعضا من هذه الطاقة.
ربما ما أحاول من خلاله أن أشعر بشيء من المواساة أن رحيلها لم يسبقه مرض ولم يسبقه أي أعراض أخري تجعل الإنسان يطلب من الله الرحيل.. رحيلها كان ليلة الجمعة رحيل أتمناه لنفسي.
كان الله رحيما بها لتصعد إليه دون معاناة من تلك المعاناة التي ربما لحكمة من الخالق أن يبتلي بها الإنسان في أواخر أيامه
رحم الله الصديقة العزيزة والأخت الكريمة والتي أشعر بالفعل بأن الله قد رحمها قبل ما أطلب لها أنا الرحمة.
رابط دائم: