فى حياة الشعوب والأمم أيام مجيدة، ومواقف عظيمة تدعو للفخر والزهو، وقد شاء القدر أن يهدى لمصر مناسبتين عظيمتين فى سجل مسيرتها المظفرة. ففى يوم السادس من أكتوبر 1973 كتب الجيش المصرى التاريخ بحروف من ذهب فى صحائف من نور، ليسجل الميلاد الجديد لمصر الكنانة وللأمة العربية، ورغم مرور 42 عاما على حرب أكتوبر 1973، فإنها منحت المصريين دروسا لا تنتهى من الإصرار والعزيمة، والرغبة فى النجاح، بما تحويه من أحداث مثيرة، فلم تكن مجرد حرب انتصرنا فيها على العدو، وإنما هى منهاج حياة نتذكره كلما واجهنا تحد جديد.
وكان من بين نتائجها التضامن العربى الاقتصادى الذى لم يشهد من قبل تأثيرا فعالا للقدرات الاقتصادية العربية فى الأحداث الإقليمية والعالمية كما شهدته تلك الحرب. ثم جاء يوم السادس من أغسطس 2015 ليدشن نصرا عظيما لمصر الجديدة، ويقدم مشروعا قوميا عملاقا أصبح رمزا لتكاتف وتماسك الشعب المصري، وقدرته على مواجهة الصعاب، والالتفاف حول هدف يجمعه فى وقت الشدائد والأخطار، إنه بعث لروح مصرية وثابة قررت أن تكون مصدرا وطنيا لتمويله استغناء عن تمويل خارجي، حتى لا تقع مصر تحت وطأة ضغوط خارجية، أو ابتزاز دولي. إن مشروع قناة السويس الجديدة يعد رمزا لطموحات النظام المصري، الذى قرر التخلص من أسر أنظمة فاسدة أدت لتردى الأوضاع عبر عقود مضت، ويعلن للعالم اصطفافا غير مسبوق للشعب المصرى خلف قيادته. إنها روح مصرية جديدة تدب فى أوصال الدولة، ولن تغير هذه الروح مصر وحدها، بل ستغير العالم أجمع من حولها. قناة السويس الجديدة تعد مشروعا قوميا عملاقا ستكون له تداعيات إيجابية على كل المستويات، إنه مشروع العبور لمستقبل باهر شارك فى صناعته جميع المصريين، ومن شأنه جعل مصر مركزا صناعيا وتجاريا ولوجستيا عالميا، وقبلة للاقتصاد وحركة التجارة العالمية، إنهما يومان عظيمان فى السادس حققا عبورين عظيمين لشعب مصر الصبور، صاحب الإعجاز والإنجاز.