رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كلام والسلام
الداخلية.. والدروس الخصوصية

بدأت وزارة الداخلية مواجهة مافيا الدروس الخصوصية الاسبوع الماضي ، بإعلان الحرب علي أصحاب هذه المراكز التي انتشرت ، في كل الاحياء بجميع المحافظات ، واخضاعها لقانون الضرائب علي الدخل ، وكانت محصلة جهود مباحث التهرب الضريبي ضبط 42 مركزا بثلاث محافظات ، من محصلة 2214 مركزا علي مستوي الجمهورية ،من بينها 452 مركزا في القاهرة وحدها، وهذا وفقا للاحصائيات غير الرسمية التي تشير الي أن عدد هذه المراكز يزيد علي ذلك بكثير ، والحمد لله أن شرطة الضرائب تذكرت أن هناك قانون الضرائب علي الدخل يمكن تطبيقه علي هذه المراكز غير الشرعية، التي أصبحت تقدم تعليما موازيا ، وراحت تجهر بنشاطها غير القانوني في جرأة وتحد سافر لكل قرارات وزراء التربية والتعليم والتنمية المحلية والتضامن الاجتماعي والسادة المحافظين.. الخ ، تخرج لسانها للجميع وتتاجر في بيع المعلومات لمن يدفع أكثر ، وسلم لي علي مجانية التعليم ، التي لم يتبق من اسمها سوي شعارات التربية القومية ، لقد ساهمت التصريحات الموسمية لوزراء التربية والتعليم مع بداية كل عام دراسي وتعهدهم بالقضاء علي الدروس الخصوصية ، في استفحال وتوحش هذه الظاهرة ، لأنها تصريحات « للشو الاعلامي فقط « بلا فاعلية أو تأثير سوي تسرب شعور عام بضعف سلطة الدولة وتراجع قبضتها في مواجهة الخارجين عن القانون ، بل قرأت تصريحا لوزير التعليم السابق الدكتور محب الرافعي قبل رحيله بأشهر قليلة ، « بأنه أرسل قاعدة بيانات بجميع مراكز الدروس الخصوصية للمحافظين لاتخاذ اللازم ضدها ، ثم أردف قائلا ، « بكده أكون قد خلصت ضميري « ، وكأن هذا هو غاية المراد من سيادته ، فهي قضية بلا أب شرعي ، كارثة لم تجد مسئولا يتصدي لها ، فالتعليم مسئولية كل أسرة ترغب في تعليم أبنائها ، « واللي ممعاهوش ما يلزموش « هذا هو حال الاسر البسيطة مع التعليم والتي تريد دفع ابنائها بعيدا عن شرنقة الجهل والفقر والمرض ، ولكن من أين ؟ والحصة الواحدة في هذه المراكز تتراوح ما بين 40 و50 جنيها ،وفقا لطبيعة المادة العلمية ، وسط مدرجات تتسع لـ 400 طالب في الحصة الواحدة ، ليبلغ إجمالي ما تلتهمه مراكز الدروس الخصوصية من قوت المصريين في الموسم الدراسي أكثر من 28 مليار جنيه، وفقا للتقديرات غير الرسمية أيضا ، وسط فشل كل الوزارات المعنية في ايجاد حلول لهذه المهزلة ، ليتبقي الحل في يد وزارة الداخلية وحدها ، لأننا أعتدنا علي الحلول الامنية لمشكلاتنا المجتمعية ؛ وذلك بتحصيل حق الدولة من هذه المليارات، ولكن ليس بطريقة « الشو الاعلامي « كما فعلت الوزارات الأخري .. ؛

http://[email protected]

 

 


لمزيد من مقالات مريد صبحى

رابط دائم: