رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

أفكار
قميص عبدالناصر

فى 28 سبتمبر 1970 رحل الرئيس جمال عبدالناصر، الذى توجته الجماهير قائدا وزعيما لإنجازاته ولانحيازه للفقراء والغلابة، وأيا كانت المواقف من الرجل الذى غادر عالمنا قبل 45 عاما، فإن الحقيقة المؤكدة أنه كان وطنيا مخلصا، خرج من رحم هذه الأمة، وانتمى إليها، وعمل مخلصا لتحقيق آمالها قدر الإمكان، وعاش ومات مستور الحال، ولم نسمع يوما عن شركات أو أموال وعقارات للرجل وأسرته فى عواصم عالمية، ومنتجعات أوروبية بعد رحيله.. عاش عبدالناصر مهموما بالوطن، ومات وعمره 52 عاما، رغم أن والده وأعمامه عاشوا للثمانينيات. كان الرجل مدخنا شرها للسجائر، وقضى سنواته الأخيرة ـ وبناء على نصائح طبية ـ معتمدا فى طعامه على الجبن القريش والخيار، لم يتنكر الرجل ـ الذى ينتمى لإحدى عائلات قرية «بنى مر» بأسيوط ـ لأصله، رغم انتمائه إلى الشريحة المتوسطة من هذه العائلة الممتدة، التى تضم الغنى والفقير.. مات عبدالناصر الذى كان مدرسة فى الوطنية وإنكار الذات والإخلاص.

ومن المفارقات التاريخية الناطقة أن الرجل الذى فجع بهزيمة يونيو، وبعدها خسارة صديق عمره «عبدالحكيم عامر» فى دهاليز ومؤامرات تجار النكسة، لم يجد من ينصفه حتى الآن، بمعنى أوضح أن المثل والقيم والنهج الذى جسدته تجربة الرجل لم تجد من يعمل بها ممن يدعون الآن أنهم كذلك، بل العكس، فهؤلاء تربحوا من الرجل وسيرته ووطنيته وأصبحنا نرى الكثير يرتدون قميصه، ويمتلكون المليارات، ويأكلون الكافيار، ولا يؤدون حق الدولة والشعب، ومن عجائب الأقدار أن بعض هؤلاء صادروا واغتصبوا التاريخ، وتحولوا إلى إقطاع جديد.. إن عبدالناصر لم يكن يوما ملكا لأحد، حتى أفراد أسرته، أما أن يتحول إلى مبرر للسطو والسرقة وتشويه لآخرين، وإثارة الفتن، فهو أمر عليه الكثير من علامات الاستفهام.


لمزيد من مقالات محمد الأنور

رابط دائم: