رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كلمات
فى عيد مصر

ربما يكون من المبالغة وصف انتصارات 6 اكتوبر بانها «عيد الجيش»، لأن الأدق هو عيد مصر كلها، فالنصر لم يكن من نصيب القوات المسلحة فقط، فكل الجهود تضافرت من أجل عبور هزيمة 67 وتجاوز آثارها، كما من الخطأ القول إن تدنى مستوى الجيش هو السبب الرئيسى لتلك الهزيمة التى كسرت نظام عبد الناصر وهو الهدف الأول والأخير من هذه الحرب . فمن أجل هذا الغرض، اكتملت خطوط المؤامرة الإسرائيلية والأمريكية وبعض الدول الأوروبية لإنهاك النظام الناصرى وليس مصر، وقد نجحت المؤامرة.

ومن المؤسف أنه إبان الفترة التى تلت 25 يناير قام أنصار الإسلام السياسى سياسيون وإعلاميون وجهات خفية وعلنية ــ بمحاولات عديدة لكسر الجيش المصري، ومن بينها تنظيم مسيرات نحو مقر وزارة الدفاع، وردد الإعلام الإخوانى حينذاك مقولات سمجة بأنه من حق الشعب ان يتظاهر ضد أى مكون فى هذا البلد حتى القوات المسلحة. وطبعا كان الهدف معروف وواضح وهو كسر آخر حلقة قوية فى مصر بعد انهيار تام لكل مكونات مصر تقريبا عقب تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لتبدأ المؤامرة الكبرى والعمل تدريجيا على إنهاك الجيش ومحاولة تركيعه لرغبات هؤلاء المتأسلمين.

ارتكن المتآمرون الى أخطاء المجلس العسكرى الذى آنذاك أمسك عصا الإدارة من النصف فكان خطأه الأكبر، إذ ابتعد المجلس عن القوى المدنية ليستقوى بالإسلاميين الذين أذاقوه المر لاحقا، فكانت فضيحتهم المدوية باستبعاد قادة الجيش من حضور احتفال ذكرى انتصارات اكتوبر فى 2013، ثم اصرارهم على مشاركة قتلة الرئيس أنور السادات فى الاحتفالات إمعانا فى إظهار أنهم أصحاب اليد الطولى فى إدارة شئون البلاد.

ولم يدخر المتآمرون وسيلة للوقيعة بين قادة المجلس العسكرى إلا واستغلوها، فكانت دعوتهم الخفية لمناصرة الفريق سامى عنان على الترشح لرئاسة الجمهورية مع إدراكهم أن نفس الرغبة ربما راودت المشير حسين طنطاوى، وإن كان لم يجد تشجيعا سياسيا يدعمه شعبيا.


لمزيد من مقالات محمد أمين المصري

رابط دائم: