8 ـ منذ يوم الأحد 20 ديسمبر 1969 أى فى اليوم التالى لاصطياد المصريين لأول أسير إسرائيلى بعد حرب يونيو 1967 «النقيب دان أفيدان» على يد الشهيد إبراهيم الرفاعى ورفاقه الأبطال لجأ الإسرائيليون إلى توسيع نطاق مسرح العمليات وبدأوا فى شن غارات مكثفة فى العمق المصرى كان أوقحها مذبحة الأطفال فى مدرسة بحر البقر والتى أعتبرها بمثابة نقطة تحول فى التقديرات المصرية للحرب المحتملة مع إسرائيل والتى تتطلب أول ما تتطلب استكمال شبكة الصواريخ المضادة للطائرات مما استدعى سفر الرئيس جمال عبد الناصر إلى موسكو فى زيارة سرية مطلع شهر يناير 1970 من أجل الحصول على صواريخ سام 3 ضد الطيران المنخفض لتشكل مع صواريخ سام 2 ضد الطيران المرتفع منظومة متكاملة للدفاع الجوى لابد وأن يقال أنها بما صنعته فى حرب أكتوبر خلدت إلى اليوم اسم الفريق محمد على فهمى ورجاله فى الدفاع الجوى حيث استكملوا مهمة قطع الذراع الطويلة لإسرائيل التى ظهرت بشائرها الأولى فى أسبوع تساقط الفانتوم يوم 30 يونيو 1970 لكى يصبح هذا اليوم عيدا للدفاع الجوى ومدخلا للمهمة الكبرى لتحريك حائط الصواريخ إلى حافة قناة السويس ليلة 8 أغسطس 1970 وهى الليلة التى وصفها المشير عبد الغنى الجمسى «رئيس هيئة العمليات آنذاك» بأنها كانت ليلة العمر التى بددت كل شكوكنا فى القدرة على تأمين عبور قواتنا المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة عندما تحدد اللحظة المناسبة للعبور الكبير.
وأقلب فى أوراقى لأستعرض أهم الدروس المستفادة من حرب الاستنزاف كما سجلتها فى حينها وفى مقدمتها أن الإسرائيليين يستبعدون قدرة المصريين على مهاجمتهم نهارا وأن معارك القتال المباشر والكمائن أكدت لنا أن الجندى الإسرائيلى لا يتمكن من إبداء أى مقاومة إذا بوغت بهجوم مفاجيء ومن هنا أهمية السرية الكاملة والدقة فى التخطيط وحسن الاختيار لمنطقة الكمين باستخدام مناورات خداعية مسبقة.. والخلاصة أن الوسيلة الوحيدة لتحطيم خط بارليف هى الاقتحام المباشر بواسطة أفراد المشاة.
.. وغدا نواصل الحديث