قمة مهمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس التونسى الباجى فايد السبسى فى لحظة دقيقة عاصفة من تاريخ المنطقة، أنها اللحظة التى يضرب فيها الارهاب بقوة وسط عواصف سياسية محلية وإقليمية ودولية، وفى ظل أزمة اقتصادية خانقة أبرز ملامحها تراجع أسعار البترول. ووسط هذا كله فإن النخبة التونسية تراهن على مصر التى تتمتع بقدر كبير من الاستقرار، كما أنها استعادت عافيتها ورغبتها فى الاضطلاع بالمسئولية التاريخية فى قيادة العمل العربى المشترك، والتعاون مع الدول العربية الشقيقة فى بسط الاستقرار والأمن وزيادة التعاون الاقتصادى والتنسيق الأمنى لمواجهة التحديات التى تهدد المنطقة.
... وبالقدر ذاته من الأهمية فإن غرق ليبيا فى الفوضى يؤثر على مصر وتونس لأن طرابلس دولة جوار لكل منهما، ومايحدث فى الساحة الليبية يلقى «بالحمم الإرهابية» على الجميع، ويهدد أكثر مايهدد دول الجوار وعلى رأسها مصر وتونس. وفى مواجهة تنامى ظاهرة «الارهاب العابر للحدود الوطنية»، وتفاقم عدم استقرار ليبيا كان لابد من أن تؤدى الطرق كلها إلي«حتمية التنسيق» المصرى التونسي، واستفادة تونس من الخبرة المصرية والمعلومات المصرية فى معركة «محاربة الارهاب».
ويرى الخبراء التونسيون أن الأزمة الليبية من أبرز القضايا وأخطرها فى منطقة شمال افريقيا، وأثرت بالسلب على حجم التجارة البينية نظراً للأوضاع الأمنية السيئة والحرب الأهلية فى ليبيا، وتعقد الصراعات بين الميليشيات المسلحة. وفى الوقت الذى تحرص فيه جميع القوى العربية وفى مقدمتها مصر على التوصل الى «تسوية سياسية» للأزمة فى ليبيا، إلا أن بعض الأطراف الليبية تماطل وتسوف من أجل عدم التوصل الى اتفاق حتى يتم تجاوز يوم 20 أكتوبر وهو موعد انتهاء فترة ولاية مجلس النواب المعترف به دولياً، وذلك بغرض «خلط الأوراق» وابتزاز الشرعية الليبية. وتدرك مصر وتونس أنه لن يكون من الحكمة ترك ليبيا تنزلق إلى «مستنقع خطير» بعد الحرب الأهلية، وتفجر القتال بل «واحتمالات التدخل العسكري» فى الأزمة الليبية.
.. ويبقى أن تونس وقيادتها السياسية تبدى تفاؤلاً كبيراً على تحسن الدور الإقليمى لمصر، واشعاعها الإقليمى مثلما يقول كمال بن يونس رئيس تحرير جريدة الصباح التونسية.
ولقد بات واضحاً أن الكثيرين فى العالم العربى وعلى الساحة الدولية يراهنون على مصر فى إعادة بناء النظام الاقليمى العربي، والحفاظ على وحدة وسلامة الدولة الوطنية العربية ومصر حكومة وشعباً فى ظل القيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسى تمد يدها، وتفتح ذراعيها لأشقائها من أجل استقرارهم وأمنهم.