رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
أوكرانيا وأمريكا.. تصعيد جديد

أتابع ما يبدو من نهج أمريكى وغربى (فرنسي- بريطاني- ألماني- وأخيرا تركي) للتفاهم مع روسيا فى الملف السوري، والإقرار بضرورة إشتراك الرئيس الأسد فى مفاوضات التسوية (وهذا كله يأتى قبولا وخضوعا لمقتضيات الأمر الواقع الناجم عن الإنزال الروسى فى اللاذقية، وتصعيد حضور الرقم الروسى فى المعادلة السورية)

ولكن ذلك التطور لا يصرفنى عن أمرين فى الساحة الأوكرانية، فقد أصدرت سلطة بترو بوروشينكو الرئيس الأوكرانى ما يسمى بعقيدة دفاع جديدة (ومعروف أن بوروشينكو مشهور فى العديد من الدوائر بأنه عميل للمخابرات الأمريكية التى نقلته من صاحب مصانع للشيكولاته إلى رئيس لأوكرانيا خلفاً ليانكوفيتش الذى خلعه الأمريكان لتنفيذ مخطط خطير ضد روسيا وعلى مقربة من حدودها الغربية الأمر الذى استتبع استعادة موسكو لشبه جزيرة القرم بعد إستفتاء شعبي، وإلى إعلان جمهورية الدونباس فى دونتسك ولوجانسك).

نهايته..العقيدة العسكرية الأوكرانية الجديدة، تضع روسيا فى مرتبة (العدو)، يرافق هذا قيام الولايات المتحدة الأمريكية بنشر مجموعات من الصواريخ النووية وطائرات (إف- 16) فى ألمانيا، بما أشعر الروس بأن مناطق بلدهم الغربية تتعرض لأخطار كبيرة.

إذن هناك تصعيد أوكراني- أمريكى يتواكب مع التهدئة الأمريكية- الروسية فى سوريا (يعنى طعنة هنا ومصافحة هناك).

هذا فى الحقيقة يكشف أن واشنطن تريد أن تصدر لموسكو وظيفة المواجهة مع داعش التى استقال منسق التحالف جون ألن عن مهمته بسبب تقاعس أمريكا عن حشد القوات الكافى لمواجهته.

داعش- إذن- مجال الإستثمار الأمنى والسياسى الرئيسى للولايات المتحدة، والهدف هو إشغال روسيا ومحاولة توريطها فى صراع مع متطرفى جبهة النصرة وأحرار الشام وخراسان وداعش، وفى نفس الوقت تبغى الولايات المتحدة التصعيد وحسم الصراع فى أوكرانيا على نحو يؤذى روسيا الاتحادية التى تدير اللعب مع أمريكا- حتى اللحظة- على نحو شديد البراعة، وتجبر أوباما على الرقص- فقط- طبقا لإيقاع تحدده أصابع العازف بوتين.

 


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: