وناشدت من خلالها العالم بذل الجهود المخلصة إزاء التعامل مع هذه القضايا للوصول إلى تسويات سياسية شاملة وعادلة تصون مقدرات دول المنطقة وتحفظ لها سيادتها واستقرارها ووحدة أراضيها، وما أكثر تحذيراتها من عواقب هذه الأزمات على مر السنين.
هذه الدعوات والمناشدات كانت تنطلق دائما من إدراك القاهرة محورية دورها وأهميته بالمنطقة، وكذلك خطورة أبعاد هذه الأزمات وتداعياتها على المنطقة والعالم، وأهمية عامل الوقت فى التوصل إلى تسويات عادلة بشكل عاجل يمنع تدهور الأوضاع بها ويحد من تداعياتها التى أصبح يعانى منها الجميع، وعلى رأسها اتساع دائرة الارهاب وأزمة اللاجئين، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأول، فى لقائه مع مجموعة من أعضاء مجلس اللوردات البريطانى، ويؤكده دائما فى لقاءاته بالمسئولين من مختلف بلدان العالم وفى خطاباته أمام المحافل الدولية.
المشكلة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية وعدم جدية المجتمع الدولى وتراخيه فى سعيه لايجاد الحلول السياسية لها تمثل أهم الأسباب فى تفاقم الأزمات بالمنطقة، وقد سعت مصر لإيجاد حل عادل للقضية ولم تدخر وسعا فى سبيل ذلك ورحبت بكل المبادرات الرامية إلى التوصل إلى سلام عادل وشامل بين الجانبين، حيث ترى أن حل القضية الفلسطينية سيغير الوضع فى المنطقة إلى الأفضل، كما سيحقق الاستقرار الذى يتطلب أن يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه وأن ينعم الفلسطينيون بدولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن يتمتعوا بكامل الحقوق التى يتمتع بها مواطنو الدول الأخرى، وبذلك لا تستطيع التنظيمات الإرهابية المتطرفة استقطاب الشباب الفلسطينى الذى يعانى القهر المستمر من المحتل الغاصب لأرضه.
وفى شأن الإرهاب ـ أحد أخطر الظواهر السلبية التى ضربت المنطقة وأحد الأسباب الرئيسية فى تفاقم أزماتها ومشكلاتها ـ فقد نبهت مصر إلى خطورته مبكرا ودعت إلى القضاء على هذه الظاهرة ومكافحتها بصورة شاملة وليس بصورة انتقائية وإيجاد تكاتف دولى لدحره فى كل دول المنطقة دون تفرقة كما تدعم التوصل إلى حل سياسى فى كل من سوريا وليبيا يضمن وحدة كل منهما وسيادتهما ويحفظ أمنهما واستقلالهما وسلامة أراضيهما.