رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كلمات
الحنين

منذ تولى الدكتور بدر عبد العاطى منصب سفير مصر فى المانيا وهو لم يتوقف عن الحديث عن القضايا المصرية ، وكأنه لا يزال المتحدث باسم وزارة الخارجية، فى حين من سبقه فى هذا المكان لم يشغل نفسه سوى بمهام عمله الجديد. وعلى سبيل المثال، لم نر السفراء حسام زكى او منحة باخوم ومن بعدهم المستشار عمرو رشدى أو ممن كانوا قبلهم، يتقاسمون مهامهم الجديدة بمهمة المتحدث السابقة.

فلا يزال عبد العاطى يحن للإعلام المصرى وينقل له نشاطه من برلين ، رغم إن مهمة السفير التركيز فى البلد الجديد حيث يمثل بلاده هناك،وعليه أن يكون موجودا على الساحة السياسية والإعلامية الألمانية وليس الاصرار على التواصل مع الإعلام المحلي.

فعبد العاطى كمن أسس جمهوريته الخاصة ويروج لها إعلاميا، ورأيناه يتحدث فى المانيا عن قضية حادث الواحات الذى راح ضحاياه بضعة سياح مكسيكيين.. اعتقد من حقه تصحيح بعض الأخطاء عن السياحة المصرية للأطراف المانية، ولكن لماذا يصر على إبلاغنا بكل شاردة وواردة ببرلين.

لقد نجح عبد العاطى المتحدث فى تطبيق تعليماته بصرامة لكل سفراء مصر بالخارج بضرورة ان يتولى المكتب الإعلامى للخارجية مسئولية نشر أخبارهم، ليمنعهم بذلك من التواصل مع الصحفيين مباشرة، وليكون عبدالعاطى السفير أول من خالف التعليمات بحدة ويرفض تطبيقها على نفسه.

السفير عبد العاطى ليس حالة فريدة، فكثيرون يتركون مناصبهم ويرفضون فكرة ابتعادهم عن الكرسى ليذهب لغيرهم، ومعظمهم يعلق بمكتبه جملة «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك».. ثم لا يعيرون لهذه الكلمات المعبرة اهتماما بعد مغادرتهم مواقعهم، رغم أنهم لو أدركوا معناه حرفيا ومعنويا وفلسفيا، لارتاحت نفوسهم واجتهدوا فى عملهم الجديد الذى يحتاج لكل وقتهم وجهدهم، فالعمل الدبلوماسى ليس إعلاميا فقط.

المطلوب الثبات على الموقف احتراما للمنصب وهيبته، وليس الانصياع للرغبة الشخصية فى الظهور المستمر، وربما يتطلب العمل الدبلوماسى الصمت أحيانا ليؤتى ثمارا طيبة، وهو ما يشرفنا به الكثير من السفراء الرائعين الذين يعملون فى صمت.


لمزيد من مقالات محمد أمين المصري

رابط دائم: