رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رسالة وأسلوب عمل مقترح لرئيس الوزراء

رغم ظهور بعض التحفظات والنقد الذى بدا قبل ان تبدأ وزارتكم، فإننى أهنئ مصر بهذه الوزارة فقط لانها على الاقل فرصة سانحة لتغيير اُسلوب العمل الحكومى والبيروقراطى وإلا فإنها ستحسب وزارة سابعة فى خلال اربع سنوات، واهم الاقتراحات كالتى :

1ـ عقد ورشة عمل عاجلة  لمدة يوم لتحديد اُسلوب مشترك للوزراء للعمل كفريق وتوحيد المفاهيم والسلوك وخاصة فى إدارة الوقت وذلك يتضمن تفويض السلطة وعقد الاجتماعات المثمرة التى يعد لها مسبقا ولا تزيد ابدا على ساعتين وتلافى الاجتماعات الطارئة مع المتابعة  المستمرة  للقرارات السابقة، كذلك مواجهة الاعلام  الصحيحة والتصريحات المدروسة والمسئولة التى تخلو من بيانات غير صحيحة او غير حقيقية او وعود حالمة او طمس للحقائق او تصريحات مرتجلة تحرج المسئول والحكومة ككل، وحظر مطلق للجولات الميدانية  بصحبة الاعلام - والتى تبدو شعبية للبسطاء- حيث انها مضيعة لوقت ثمين كان يمكن ان يقضى فى تحليل وتخطيط ودراسات المشاكل والحلول البديلة قبل تقديمها للإعلام  ، وهى قد تؤذى وتهين المديرين علانية وتدفع المسئول الى استعراض ضار للسلطة والتورط فى قرارات او حلول غير  مدروسة والعيش فى وهم النجاح الاعلامى الذى يسقط سريعا.  

2- لقد كنتم اقل الوزراء فى إطلاق التصريحات فى اليوم الاول وهذا نجاح ملموس وكان اهم تصريح لكم هو أن الحكومة ستعرض برنامج عملها على مجلس النواب المنتخب، وهذا هو قمة الوعى والذكاء وارجو ان تتوحد الحكومة وان تعى  وتعمل فى هذا الاتجاه، لان هذه الوزارة على عكس ما يتردد انها موقتة لشهور قليلة-  هى بالمنطق وزارة  وأعضاؤها يمكن ان يستمروا طبقا لنجاح الأداء والمصداقية ووضوح الرؤية وخلق الثقة مع جموع الشعب، ولان انتخابات مجلس النواب لن تخرج بحزب للاغلبية فان الرئيس والشعب يحتاجان الى تقديم حكومة الى المجلس الذى لن يجد أفضل من حكومة او وزراء اثبتوا  المصداقية والرؤية واختلاف اُسلوب العمل عمن سبقهم. 

3- ان اعداد برنامج الحكومة ينبغى ان يكون له أولويات وإلا تتبعثر الجهود وتغلب التصريحات اليومية المعهودة التى يملها الشعب، وقد اتضحت أولويات السيد الرئيس جليا وهى الأمن الوطني، وإصلاح العلاقات الخارجية والتنمية الاقتصادية والاستثمار  وهنا يجب ان تحصر الحكومة أولوياتها - بجانب معاونة الرئيس - فى اصلاح ثلاثة قطاعات أساسية لهذه المرحلة  من خلال التخطيط القطاعى للوزارات المختصة بكل قطاع وهذه القطاعات هى التعليم والصحة ومنع ومحاربة الفساد. 

4ـ ان برنامج العمل يقتضى ان يضعه متخصصون وعلماء فى القطاع ويجب ألا يقوده موظفون من الوزارة او القطاع او ممن لهم تضارب مصالح  لانهم شاركوا بطريقة او باخرى فيما  وصل اليه القطاع من قصور او فساد، بل يجب تشكيل فورى لمجالس او فريق عمل  متفرغ تقريبا لقطاع التعليم من متخصصين فى تخطيط قوة العمل الوطنية واعداد المناهج والمعلمين  ووضع خطة تنفذها وزارات التعليم العام والبحوث والفنى والعالى والأزهر والقوى العاملة والقطاع الخاص  اما قطاع الصحة وبنفس الطريقة ـ يضع الخطة التى تحكم الصحة والسكان والتعليم العالى والبيئة والتضامن الاجتماعى والمياه والقطاع الخاص من خلال المجلس الاعلى للصحة الذى يجب ان يرأسه رئيس الوزراء وفروعه الثلاثة فى تنمية قوة العمل الصحية، والجودة والاعتماد ، والدواء والاغذية.    

5- منع ومحاربة الفساد يبدأ فورا بإنشاء مفوضيه للفساد تتبع رياسة الجمهورية ومجلس الشعب، تنسق مع الأجهزة الرقابية ولها فروع فى كل وزارة او هيئة ولا تتبع الوزير ، وتراجع السلطات الفردية للوزراء والمحافظين  وتتابعها وتضع معايير شفافة لمنح الاراضى والعقود العامة وتعيين المناصب العليا والمراجعة السنوية لاقرارات  الذمة المالية لكبار المسئولين والنواب. 

برنامج العمل هذا يمكن اعداده فى غضون شهرين على الاكثر وبدء العمل به فور اعداده. ويجب ألا يفوتنا  فى هذا الصدد اننا ـ ونحن نسعى الى تحقيق  هذه البرامج - نخوض حربا ضارية وهى « حق الشهيد» ونحقق فيها إنجازات لم تحققها دول حلف الناتو مجتمعة فى أفغانستان خلال اربعة عشر عاما، ونعقد اجتماعات واتفاقات وصفقات ناجحة ومتوازنة كل يوم  مع دول العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا دون عداء او استعداء ، فمصر الان رغم كل التحديات الظاهرة والمستترة - لا يمكن اثارتها  او استدراجها الى قرار مندفع، ولاتحسب على كتلة ما ولم تعاد احدا او تقطع علاقاتها مع دولة او دول رغم التحديات، وهو توازن لم يتحقق فى الستين سنة الماضية.    

وفقكم الله لما فيه خير مصر والمصريين 


لمزيد من مقالات د‏.‏سمير بانوب

رابط دائم: