الاستحقاق الثالث من خريطة المستقبل التى حددتهاالقوى الوطنية بمختلف أطيافها عقب ثورة 30 يونيو ، بينما الحقيقة على عكس ذلك تماماً فأنا لا هذا الشخص ذاك فكل ما أفعله هو أننى أتبع عقلى بحثاً عن تفسيرات واقعيةلما يجرى الآن فى هذا الموضوع الشائك المتعلق بالانتخابات البرلمانية وما يحيط بها من ردود أفعال كثيرة ومختلفة ومتباينة ، فأنا على قناعة تامة بأن السكوت عما ينتظر «البرلمان» من مصير مجهول يمثل جريمة فى حق الوطن والمواطن على حد سواء . وهو ما يدفعنى الى القول بضرورة تأجيل الانتخابات البرلمانية ولو لبضعة أشهر حتى تكون هناك ضمانات كافية لتشكيل برلمان «محترم» يعبر بصدق عن كل فئات المجتمع، وبالتالى يمتلك القدرة على ممارسة الديمقراطية كما ينبغى أن تكون. ولكن إذا استمر هذا الإصرار على إجراء الانتخابات البرلمانية فى هذا التوقيت بالذات من اجل ارضاء القيادة السياسية التى تحاول تبرئة ساحتها فى هذا الشأن من ناحية وحتى «تخرس» الألسن التى تشكك فى نوايا الدولة من ناحية أخرى، فإننا قد نفاجأ بنتائج لا تحمد عقباها خاصة أن الجماعات الإرهابية لا تزال تعيث فى الأرض فساداً على مرأى ومسمع من الجميع وهى تمارس نفس اللعبة القديمة باستقطاب البسطاء الذين ينظرون الى الانتخابات البرلمانية باعتبارها فرصاً ذهبية للفوز بأكبر قدر ممكن من المكتسبات حتى وإن كانت تلك المكتسبات مجرد سلع غذائية ضرورية تسد الأفواه الجائعة. لذا فإننى أقولها والأرزاق على الله ..إن هذا البرلمان لو خرج بتلك «التوليفة العجيبة» فإنه لن يدوم طويلاً وربما لن يتجاوز العام على أقصى تقدير لأسباب عديدة لم تعد خافية على أحد.