رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ثــلاثة مشــاهد ومزايـــدات إيرانيــة رخيصــة

لعلها المرة الأولى التى أقوم فيها بزيارة المملكة العربية السعودية خصيصا هذا العام لأداء مناسك الحج فقط عكس المرات السابقة التى قمت فيها بالزيارات العديدة للعمل الصحفى وتغطية المؤتمرات والقمم والمنتديات السياسية بحجم الانشغال الصحفى والاهتمام بالقضايا العربية وتطورات الأحداث المتلاحقة فى المنطقة على مدى عدة سنوات، وفى الزيارة الأخيرة دفعنى حجم المشاهدات الشخصية والتنظيمية والسياسية أيضا التى فرضت نفسها عقب استغلال إيرانى فى غير محله لأحداث وقوع ضحايا ومصابين فى حادث تدافع منى صباح اليوم الأول لعيد الأضحى هناك، الأمر الذى فرض على من زاوية شاهد عيان سرد ثلاثة مشاهد رأيتها رؤية العين المجردة عن قرب طيلة ثمانية أيام فترة أداء المناسك.

> المشهد الأول: وكان يتعلق بأداء سلوك كبار المسئولين المصريين من وزراء وكوكبة من شخصيات رجال الدولة حيث جمعتنا المصادفة والظروف لنكون ضمن فريق واحد معا طيلة أيام رحلة الحج ضمن فريق إعلامى وصحفى مميز كان يضم زملاء من كبار الكتاب ورؤساء التحرير وزملاء إعلاميين مميزين، حيث كنا صحبة واحدة فى التجوال والترحال وما لفت انتباهى وأثار دهشتى هو سلوك عدد من الوزراء وشخصيات رفيعة مثل السفيرة فايزة أبوالنجا مستشارة رئيس الجمهورية للأمن القومى والمهندس مصطفى مدبولى وغيرهما، حيث كان الحضور والأداء غاية فى التواضع وأصروا على الصحبة وأداء المناسك دون أى امتيازات تذكر أو استثناءات تثير الحفيظة، حيث مارسوا التقشف والبساطة فى أبلغ صورها وعاشوا فى الذهاب والترحال ما بين المدينة وجدة ومكة وزيارة الأماكن المقدسة ومناطق المناسك مابين الصعود إلى عرفات والذهاب إلى مزدلفة ثم التتابع لزيارة منى على مدى ثلاثة أيام سيرا على الاقدام لمسافات طويلة تتجاوز عشرات الكيلومترات صعودا وهبوطا بسبب قرارات المنع والصعود بالسيارات التى فرضتها السلطات السعودية بعد حادث تدافع منى باستثناء زيارات كبار المسئولون والشخصيات من العالم العربى والإسلامى التى كانت مرتبة ومعدة باهتمام، حيث حرص هؤلاء المسئولون والوزراء على عدم استغلال النفوذ أو طلب الاستثناءات وهذا أمر كان يتيسر لهم بسهولة فى حالة الطلب وهنا أدركت حجم التغيير الذى حدث فى مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، حيث تغيرت المعادلة وأصبح وزراء عهد السيسى جزءا أصيلا وضروريا من طبيعة الشعب المصرى يعيشون نفس همومه ومشاكله وتضحياته دون تكلف أو امتيازات مثلما كان الحال مع وزراء ومسئولى عهد مبارك.

> المشهد الثانى: ويتعلق بحجم المشروعات والتوسعات التى تجرى على مدى الساعة فى الحرمين النبوى والمكى ومناطق منى لاستيعاب الملايين من الحجاج كل عام حيث المشروعات بالمليارات والتوسعات تفوق الخيال وقال الذين يحضرون كل عام إن كل عام يختلف تماما عما سبقه وإن ما يحدث فى تلك المناطق أقرب إلى المعجزة العمرانية تفوق قدرات وتخطيط وتدبير دول كبرى فى العالم حيث لولا الاهتمام السعودى على أعلى مستوى وحجم الضخ المالى ما كانت المناطق المقدسة استوعبت قرابة ثلاثة ملايين حاج فى وقت واحد وتوقيت محدد لا يتجاوز اسبوعا وبالتالى لا يمكن لأى جاحد أو غافل أن يتجاوز حجم الجهد والطاقة والمليارات التى تبذل وتنفق سنويا على تلك التوسعات، وبالتالى لابد أن يخرج الجميع بانطباع حاكم مثلى أن هذا البلد أى (السعودية) يستحق رعاية وخدمة الحجيج والمشاعر المقدسة بامتياز وأن سواها من دول العالم مجتمعة ما كانت تقدر على هذه المهمة باقتدار ونجاح كما رأيت وشهدت عن قرب.

> المشهد الثالث: ويتعلق بالمزايدات الإيرانية الرخيصة التى استمعت إليها وأنا فى السعودية فى أثناء الحج وبعد وقوع حادث التدافع فى منى. حيث سارع وقتها كبار المسئولين الإيرانيين بتوجيه اتهامات رخيصة بإهمال وقصور سعودى أدى إلى وقوع هذا الحادث وأنا كنت أرى أن الحادث على عكس ذلك وربما اتفق مع الرأى والتسريبات التى تسبق التحقيقات التى تجرى الآن بأن هناك أمرا دبر من قبل 300 حاج إيرانى فى شارع 204 منطقة وقوع الحادث عندما أراد هؤلاء الإيرانيون مخالفة التعليمات والسير بين آلاف الحجاج عكس الاتجاه فى أثناء الذهاب لرمى الجمرات فحدثت الاشتباكات والتدافع وهذا ما تثبته تحقيقات الأيام المقبلة ورغم أننى لم أر الحادث وقت حدوثه فإننى ذهبت ضمن الوفد الإعلامى فى اليوم الثالث وأقمنا فى منطقة الحادث عدة ساعات واستمعنا لشهادات عديدة بعضها ينم عن مؤامرة مدبرة.

وما أثار حفيظتى التوظيف السياسى من قبل إيران لهذا الحادث فى الحال، وعدم التريث لنتائج التحقيقات. حيث نال هذا السلوك غضب وحنق وحفيظة المسلمين والحجاج هناك وإن كان هذا الاستغلال الإيرانى يعكس الميل والهوى الذى يحرك الإيرانيين ليس فقط ضد السعودية بل ضد كل العرب. حيث ستبقى إيران جزءا أصيلا إن لم تكن لاعبا رئيسيا وحيدا لكل ما يحدث فى دول المنطقة. حيث المثير أنه فى الوقت الذى يتباكون فيه على ضحايا حادث منى يدفعون بعشرات الميليشيات يوميا إلى العراق وسوريا واليمن لقتل آلاف العرب هناك وتخريب وتقسيم البلدان العربية إعمالا لقاعدة القتل على الهوية التى برع فيها الإيرانيون.


لمزيد من مقالات أشرف العشري

رابط دائم: