العمليات العسكرية الموسعة التي تقوم بها القوات المسلحة بنجاح كبير في شمال سيناء تحت اسم (حق الشهيد) تشكل ضربة قاصمة لظهر الإرهابيين في تلك المنطقة، وستحد من قدرتهم على القيام بأعمال كبرى لفترة طويلة ولكنها لن تقضى على الإرهاب تماما إلا بجهود إضافية تتباين من حيث الحجم والنوع وتستمر لأشهر عديدة.
عملية حق الشهيد، وهي الأولى من حيث حجم القوات المشاركة والمدى الجغرافي والزمني، وضعت الإرهابيين في وضع دفاعي مرتبك لأول مرة منذ بدء المواجهات معهم، وساهمت في القضاء على عدد كبير منهم وكميات من الأسلحة والعتاد والمخابئ ووسائل النقل والاتصال، وهذا يعني أن قدرتهم التنظيمية والمادية قد لحقت بها أضرار كبيرة.
ولكن الإرهاب بطبعه عالي الصوت ومحدود الأثر ولا يحتاج في كثير من أنشطته لقدرات تنظيمية عالية المستوى أو لعدد كبير من الأشخاص للقيام لعملية هنا أو هناك، فيكفي مثلا أن يطلق ملثم بعض الطلقات على مبنى حكومي دون إصابات ثم يهرب بمساعدة آخر على دراجة نارية لدفع وسائل الإعلام للحديث عن عمل إرهابي، وهو الغرض الذي يسعى إليه الإرهابيون.
وبالتالي أتمنى أن تقدم الأجهزة المعنية عملية «حق الشهيد» للشعب المصري والمجتمع الدولي بالشكل الذي يتناسب مع الأهداف الحقيقة لها، وهي توجيه ضربة قاصمة للعمليات الإرهابية في شمال سيناء تصيبهم بالارتباك وتجعلهم يفقدون التوازن والقدرة على تنفيذ مخططاتهم المستقبلية بسهولة ولكنها ليست النهاية للإرهاب. وهذا التقديم مفيد للغاية لأنه يضع الأمور في نصابها الحقيقي ويساعد أفراد الشعب على تفهم وتقبل أي عمليات تقوم بها تلك الجماعات لاحقا دون أن يصاحب ذلك تقليل من شأن الجهود العظيمة التي تقوم بها القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب.