رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ياسر عبد العزيز:إفراز لمناخ غير صحى

يرى ياسر عبد العزيز الخبير الاعلامى أننا نعيش فى سياق غير صحى وغير سليم، والكلام عن الممارسة الإعلامية فى مجال الرياضة بمعزل عن هذا السياق المهشم هو عبث، لانه بكل تأكيد كلام غير سليم، فنحن لدينا حالة من التدنى الأخلاقى أتصورها بأنها قياسية فى مسيرة الشعب المصرى، وارى ان المجتمع يتحرك بلا منظومة قيم واضحة.

وقال عبد العزيز: إن هذا لا يقلق لأن دولا كبيرة مرت بمثل هذه الظروف واستطاعت ان تتعافى، ومصر دولة كبيرة وتستطيع أن تفعل ذلك، ولكن ما يقلقنى هو أن نكرس للقيم المضادة، و هذا الأمر يحدث فى المجتمع ويحدث فى الحقل الإعلامى ويحدث فى الإعلام الرياضى بامتياز، وخاصة أن الاعلام الرياضى يحفل ويروج للممارسة الحادة، لأنه يعتبر أن تجاوز الخطوط وتخطى القيم الاخلاقية يحقق أعلى مشاهدة، وهذا أول عنصر فى السياق الذى نتحدث عنه وهو الترويج للإنحطاط والقيم المضادة على رأس الاعلام الرياضى، والممارسة الحادة المنفلتة هى الرابحة وهى عنوان التقدم والنجاح وهذه أزمة كبيرة.

الأمر الثانى أنه للأسف الشديد القانون لا يحترم فى حقل الاعلام الرياضى وهو مبدأ غائب، وبالتالى الذين يديرون الأمور يبحثون عن تحقيق المكاسب دون إعتبار للقانون، والامر الثالث أن المجال الإعلامى بشكل عام يشهد فترة من فترات التردى بشكل كبير، ولا أتصور أنه شاهد مثلها فى فترة من الفترات السابقة، ليس على مستوى القيم المهنية فقط، ولكن على مستوى الصناعة والاستمرارية، وهذا الامر يعزز الممارسة الحادة والمنفلتة من أجل البقاء، وكلما ضاقت الكعكة يتأثر الأداء، وخاصة أن الاعلام هو السلعة الوحيدة التى لا تخضع للتقييم والإعلام الرياضى جزء منها، ولذلك هناك غياب شبه كامل للمحاسبة.

وأشار عبد العزيز إلى أن الهيمنه الإعلانية تؤثر على المستوى، نظرا لعدم حالة الفصل بين المعلن وإدارة المحتوى، والمعلن فى المجال الرياضى يستطيع أن ينتج محتوى عبر اتخاذ قرارات معززة لنمط معين .

وقال : للأسف .. الرياضة فى مصر حالتها متردية، سواء على مستوى الممارسة أو التنظيم أوالإنجاز،وبالتالى لديك حالة إعلامية متردية إلى جانب حالة رياضية متردية، ولكن الكارثة الأكبر من ذلك هو خلط الرياضة بالسياسة، وهى حالة تمثل رديف خلط السياسة بالدين، وهى ليست بنفس كارثية الاخيرة، ولكنها تنطوى على قدر كبير من الكارثية وسيدفع ثمنها المجتمع، فأنا أسمع مصطلح " نادى الوطنية " وأشعر بإنزعاج شديد، لأنه لا يوجد شىء اسمه ذلك، لأنه لا توجد نواد للوطنية وأخرى للخيانة، ومثلما تم إهانة المقدس فى ساحة السياسة، يهين الاعلام الرياضة التى هى فى الأصل نشاط يسهم فى صناعة وجدان الشعوب، ويحولها الى صراع يساهم فى استخدام طاقة التشجيع الرياضى فى الارهاب، وذلك أمر خطير، ومن الممكن أن يكون مزعجا للكثيرين، خاصة بعد أن ظهرت مشاهد إلقاء الطوب والحجارة، والدعوة الى الموت، لان ميدان الرياضة يشهد حاليا دعوات الى الموت مثل شعارات ودعوات  " يا نجيب حقهم .. يا نموت زيهم " !!

الأمر الأخير فى السياق هو حالة التلقي، وهى ليست أفضل بكثير من حالة انتاج المحتوى، فالجمهور لا أبرئه من حالة التواطؤ على نفسه وعلى الرياضة، فالجمهور يكافئ أنماط الممارسة الحادة بترويجها على وسائل التواصل الاجتماعى، وبعض الجمهور يمارس أيضا إحتيالا حين ينتقد بعض النماذج والأنماط الإعلامية، وهو فى الوقت نفسه يمنحها أموالا عبر التردد عليها وترويجها والإحتفاظ بها.

وبعد عرض هذا السياق، نرى أن المطلوب ليس تغيير لغة الإعلام الرياضى، لأنه أشبه بتغيير ديكور بيت " خرب "، لأن اللغة تعبير عن فكر ومضمون، وبالتالى فإن المطلوب هو تغيير فى الفكر والممارسة الإعلامية، وذلك لن يتأتى إلا عن طريق حلول وأليات واضحة منها إنشاء ألية بعيدة عن السلطة، من خلال تنظيم ذاتى يشرف على هذه الممارسة الإعلامية، وكذلك سرعة إنشاء نقابة الاعلاميين وفقا للدستور، الى جانب مساهمة مؤسسات المجتمع المدنى بتقارير تقييم الأداء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق