والحقيقة أن هذه النوعية من البشر الذين يتزايد عددهم لا تري شيئا جميلا من حولها بل إنها تعجز عن رؤية السعادة التي تحيط بها من كل جانب دون أن تحس بها فالسعادة موجودة وتحيط بنا من كل جانب وهناك من أدوات السعادة الكثير والكثير مما منحه الله لنا من غير حاجة إلي مال أو جاه... ونحن في مصر علي سبيل المثال لا نقدر جمال الطبيعة الذي تحسدنا عليه أمم وشعوب كثيرة.. إن جمال الطبيعة في بلادنا يساوي ملايين الملايين التي يملكها الآخرون الذين يحسدوننا علي السماء الصافية والطقس البديع والروح الأسرية التي تربط بين قلوبنا.
لقد كان أجدادنا يشعرون بالسعادة والرضا ويحسون بالانبساط والهناء وهم يعيشون عيشة بسيطة في بيوت بسيطة وسط أهليهم وذويهم حيث كانت ابتسامة الحفيد تساوي الدنيا كلها بينما الآن يختلف الحال تماما حيث يندر أن ترصد في الشارع ابتسامة علي الوجوه أو تسمع ضحكة مجلجلة من القلب وإنما تري رجالا ونساء وكأن علي أكتافهم هموم الدنيا بأكملها.
والحقيقة أنني لاأعرف سببا محددا لتراجع الشعور بالرضا وتزايد الإحساس بغياب أجواء الانبساط والسعادة ولكنني أعتقد أنه ضمن أسباب كثيرة يجيء مناخ العصر وأخلاقيات التعامل الجديدة «الوافدة» التي تخلط بين حق الطموح المشروع وخطيئة الجشع والطمع اللامحدود الذي تحول إلي داء وبلاء يؤدي إلي فقدان الإحساس بالسعادة وطغيان شهوة النظر بعيون حاسدة إلي ما في أيادي الغير!
ودون أن أسمي أحدا أقول ما أكثر الأغنياء التعساء وأيضا ما أكثر الفقراء السعداء... ينطبق ذلك علي الدول أيضا وليس علي الأفراد فقط .
وغدا نواصل الحديث
خير الكلام :
>> السعداء هم الذين لا يلهثون بحثا عن السعادة !