رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

انتباه
ثورة «التنابلة»!

حيرنا العالم معنا! .. هاجمنا الفوضى والأيدى المرتعشة، وطالبنا بحلول ناجزة، وعندما جاءت الحلول، اعترضنا وثرنا، وعلا صوت المطالب والمصالح الشخصية. طالبنا بدولة القانون وبهيبة الدولة، وعندما عملت الدولة بقوة، تصدينا لمعظم القرارات والقوانين بالاعتراض والسخرية، وتساءلنا «لماذا الاستعجال» و«لماذا الدخول فى عش الدبابير» و«أين الحوار المجتمعى» فاستدعينا نحن بأنفسنا الدولة المرتعشة! طالبنا باحترام الدستور والقانون واحترام أحكام القضاء، ولكننا أولنا الدستور على مزاجنا، وأفتينا بأن معظم القوانين «غير دستورية» وعقبنا على أحكام القضاء فى أغلب القضايا التى كان نجومها الإعلاميين والسياسيين والمشاهير أنفسهم الذين يتحدثون عن دولة القانون! طالبنا بعودة الشرطة، وعندما عادت، انتقدناها، وتصيدنا لها الأخطاء، وراقبناها بكاميرات المحمول فى كل تصرفاتها! طالبنا بإصلاح الجهاز الإدارى للدولة، وعندما صدر قانون الخدمة المدنية، صفقنا لثورة «التنابلة» والانتهازيين! طالبنا بإصلاح التعليم، ولما بدأ حديث عن تجريم الدروس الخصوصية، ارتعد المتضررون، وأعلنوا الحرب على الوزير والحكومة! طالبنا بتطوير الصحة، فلم يعجبنا التفتيش المفاجيء على المستشفيات، وقلنا إنها «شو إعلامى»! طالبنا بتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وعندما صدر قانون ضرائب البورصة، وأدنا القانون فى مهده بانهيارات متكررة ومريبة للبورصة أعادت القانون سريعا للدرج، والغريب أن البورصة بقيت منهارة! طالبنا بإعادة الاعتبار للقطن المصرى، وإسعاد الفلاحين البسطاء، فلما صدر قرار حظر القطن المستورد، اعترضت جبهة المنتفعين، فعاد القرار سريعا إلى نفس الدرج، ولم يهنأ به الفلاحون سوى أيام قليلة! تعاهدنا على الصبر والعمل، فإذا بنا نفعل العكس، ونطالب بأجر وعلاوات دون عمل، بل وأصبحنا أول شعب يقيس درجات الحرارة فى الشمس ليطالب بإجازة!! اتفقنا على تجنب «الرغى»، فإذا بكل من فشل فى موقعه يتحول إلى خبير ووزير كل يوم على النت والفضائيات. حذرونا من الشائعات، فإذ بنا نصنعها بأيدينا، بل و«نشرب» الكذبة تلو الأخرى، وبطريقة مخجلة، وآخرها التغيير الوزارى والالتهاب السحائى! .. احذروا «التنابلة» يا مصريين!

لمزيد من مقالات هـانى عسل

رابط دائم: