تمني شاعرنا العظيم الراحل محمود حسن إسماعيل أن يكون موجة فيحكي للنيل ما شجاه ، اليوم يريد موج النيل أن يكون إنسانا ليبوح بما أهمَه ومن أهانه ومن لوثه فألقي في مياهه مخلفات زراعية وصناعية تقدر بأربعة مليارات متر مكعب،وأن أكثر من 300 باخرة تلقي بمخلفاتها في أعماقه ، و في الجزء الشرقي فقط من القاهرة يتم إلقاء 300 ألف متر مخلفات صرف صحي دون معالجة ، وتمضي إلي النهر 90% من المياه المستخدمة في مصر دون معالجة ونسبة عالية من الملوثات الضارة تدمر الحياة وأن نسبة تلوث المياه الناتج عن الصرف الصحي بلغت أرقاما قياسية وتشير دراسة عن معهد البحوث المائية إلي وجود 140 بؤرة تلوث للنهر ، وأن 1016 قفصا سمكيا يلوث النهر في دمياط أزيلت، كما أزيلت 6فيلات وقصور جثمت علي النيل وردمت أجزاء منه، وإن أبشع جريمة ارتكبت في حق النيل واهب الحياة للمصريين كانت بعد قيام ثورة يناير حيث الانتهازية المطلقة والاستغلال المشين للثورة تجلي في تزايد حالات التعدي علي النهر التي وصلت إلي1200 في أقل من شهر بين ردم للنهر حوالي فدانين داخل مجراه وبين البناء علي أراضي طرح النهر في 17 محافظة يمر بها النهر.
هل هذا يليق بنهر ألهه المصريون القدماء فكان حابي ، وجعله الله آية لفرعون وقومه وأودعت أم موسي عليه السلام علي صفحته وليدها أمانة في عنقه فحافظ عليه حتي رده الله لها ، وهوأحد أنهار الجنة الأربعة كما حدث رسولنا محمد (ص)،نهركم الطامعة في أن يكون حدها الجنوبي لدولتها الكبري التي تحلم بها، فهل مازلنا في حب نيلنا سكاري هل مازلنا نهيم علي أفقه الرحيب ..أشك وأخشي من غضبه وأن يختار الفناء علي الخلد وهو مهان أرداه سحره وجماله واستغلت حياته وأهينت مياهه فاحذروا غضب الله يا مصريين واحفظوا نعمه وآلاءه