رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عين على الأحداث
بحر الظلمات والنار الهادئة

كثيرا ما سمعنا فى الحكايات عن بحر الظلمات ومخاطره وفتكه بالمسافرين، كما كان ذلك المسمى يطلق فى القدم إشارة إلى المحيط الأطلسى . تذكرت المسمى فى ضوء تفاقم أزمة الهجرة غير الشرعية المتدفقة عبر البحر المتوسط الذى ثارت آمال عريضة فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى بأن يكون بحيرة سلام حين كنا نتحدث عن المشاركة الأورومتوسطية وأمل السلام فى الشرق الأوسط. بات غرق عشرات المهاجرين عبر المتوسط خبرا يوميا ، كما تتفاقم أزمة تدفق الذين ينجحون فى الوصول للشاطئ الشمالى للمتوسط ويجدون أنفسهم عبئا ثقيلا غير مرحب بهم.

إحصائيات الأمم المتحدة تشير إلى أن نحو 2400 شخص غرقوا هذا العام لدى محاولة عبور المتوسط من إجمالى 300 ألف سعوا لاجتيازه، وأعتقد أن عدد الضحايا أكثر من ذلك بكثير. غرق العشرات قبل أيام قبالة السواحل الليبية وعثر على أكثر من 70 جثة فى شاحنة مهجورة فى النمسا قرب الحدود المجرية ضمن مسلسل تراجيدى يومى يزيد من الضغوط التى تواجهها أوروبا ،ولكن يبدو أن تلك الضغوط لا تدفعها لتحرك سريع ناجع. تفاقم الأزمة وعدم التحرك الجاد لمواجهتها عبرت عنه المستشارة الألمانية ميركل باقتراح عقد قمة أوروبية طارئة مع ضرورة الإعداد الجيد لها. الأحاديث كثيرة ولكن الأفعال قليلة وبطيئة .يؤكد ذلك ما قالته ميركل من أن أوروبا تواجه وضعا لا يليق بها بشأن التعامل مع أزمة اللاجئين، ودعت لتحمل مختلف الدول الأعضاء المسئولية وتوزيع الأعباء بصورة عادلة.

كذلك نتطلع للقمة الأوروبية الإفريقية التى تستضيفها مالطا فى نوفمبر المقبل حول الهجرة والتى أرى أنها خطوة أولى تأخرت كثيرا ولا نعلم كم من وقت آخر ستستغرقه الخطوات التالية ، وكم من غريق ومتدفق عبر بحر الظلمات والحدود سنفقده قبل أن نجد حلا ،ونحسم صراعات تتسبب فى تلك المآسى؟ يبدو أن المسألة ستسوى على نار هادئة!.


لمزيد من مقالات ايناس نور

رابط دائم: