رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

يضطهدوننى لأننى دمياطى «2 »

الدمياطى لا يترك حقه، هو لا يقبل أن »يستنطع« على أحد، لكنه فى المقابل لا يطيق من يحاولون أن »يستنطعوا« عليه أو يستغفلوه، فى »كفرالبطيخ« التى تعد الضاحية الجنوبية لمدينة دمياط، ستجد أفضل الأمثلة على ذلك، هنا يصل حجم »النقوط« المتداول فى المناسبات الاجتماعية المختلفة، مثل الخطوبة والزفاف والطهور إلى مئات الآلاف، والسبب أن الأهالى هنا معظمهم تجار فواكه وفى حاجة دائمة إلى رأس المال، وحين يُدعى أحدهم لحضور مناسبة لا »ينقَّط« بـ300 جنيه أو 500 أو حتى ألف، الرقم قد يصل أحيانا إلى 5 آلاف، لذلك فالمناسبة الاجتماعية يعلن عنها فى لافتات ضخمة، تشبه اللافتات الانتخابية وتعلق فى مداخل البلدة الرئيسية، والدعوة فيها عامة، لكنها تخص بالأساس من عليهم نقوط، ويجب أن يبادروا بسداده.. فى كفرالبطيخ ستجد أغرب طريقة لعقاب من يتقاعس عن السداد، عربة كارو بحمار وميكروفون وشلة من الشباب، يجوبون الشوارع لفضح و»تجريس« هذا الشخص المتخلف عن السداد، وهؤلاء يطلق عليهم »المجرساتية«.

أحد الاصدقاء له نظرية مهمة فى إنصاف أهله وحبايبه مفادها أن دمياط ليست مدينة البخل بل هى مدينة.. بلا فاقد، فالزوجة الدمياطية تجهز لزوجها قبل توجهه إلى عمله »كيس بلاستيك«, به كل بواقى الطعام من أرز وخبز وخضار، وفى معرض الموبيليا أو المصنع أو الورشة يعطى المعلم هذا الكيس لأحد صبيانه, فيعود إلى العمارة, ويصعد إلى السطوح ويقوم بتوزيع تلك البواقى على الطيور التى تربيها »الحاجة« ,التى تفضل أن تظل »متستتة« فلا تصعد سلما أو تحمل طعاما بنفسها، وتكون تلك البواقى البديل المجانى للأعلاف التى ارتفعت أسعارها بشكل جنونى. ويبيع الدمايطةلأهالى »بطرة« -قرية صغيرة تتبع محافظة الدقهلية المجاورة لدمياط- لمبات النيون المحترقة، فالقرية بها محطات لتقوية الإرسال التليفزيونى ذات ضغط عال، تضىء تلك اللمبات المحترقة مرة أخرى بذبذبات هذا الضغط العالي.


لمزيد من مقالات محمد بركة

رابط دائم: