قبل عدة أشهر وأمام حشد من رجال القوات المسلحة والشرطة قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إنه عندما يجد نفسه غير قادر على القيام بمسئولياته سيترك الأمر لغيره ويستقيل، وقال موجها كلامه للوزراء والمسئولين وقتها إن من لا يستطيع العمل والإنجاز عليه أن يترك موقعه لأن البلد بحاجة إلى من يعملون وينجزون ولديهم المقدرة على مواجهة الاعباء والمسئوليات لهذا الوطن .... الرئيس كعادته بدأ بنفسه ووجه وقتها رسائل الى الجميع فى تأكيد على أن المسئولية لا تتجزأ وتشمل الجميع فى مختلف القطاعات...
كلام الرئيس يبدو أنه لم يجد آذانا صاغية من قبل المعنيين لأننا لم نسمع عن استقاله أحد كبيرا كان أم صغيرا، مع كثرة العورات التى يعانى منها النظام الإدارى فى الدولة ومؤسساتها ،وهؤلاء المسئولون ذوو الجلد السميك يبدو أنهم يعيشون فى كوكب آخر ويكفى أن نتابع تصريحات الرئيس وتحركات رئيس الوزراء وسلوكيات هؤلاء بدءا من رؤساء مجالس القرى انتهاء ببعض الوزراء مرورا برؤساء هيئات ومؤسسات، وسط ما تعيشه البلاد من حالة حرب ضد الارهاب والجهل والمرض ومعركة بناء وإصلاح تظهرها جميع توجهات السياسة العامة للدولة لن تثنيهم عن الاستمرار فى فسادهم وإفسادهم فى ظل غياب أى رادع وهو ما شجعهم على الاستمرار فى إهدار الأموال والقيم بين شراء السيارات الفارهة والإغداق على المحاسيب بالمكافآت فى الوقت الذى يدعون فيه التقشف إنقاذا للوطن ودعما لمؤسساته !!، بل إن الامر وصل بالبعض بالتصرف فى الهيئات والمؤسسات كأنها ليست تركة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم, بل كأنها مغنم ومنهب لابد من شفطه لآخر قطرة وهدمه لآخر لبنة تحت دعاوى الشراكة الثورية حينا والتردى المزمن لتلك الهيئات والمؤسسات أحيانا أخرى، إن هؤلاء كثر ولابد أن يقالوا ويحاسبوا فورا وبقوة على الإهدار، والإفشال والتخريب الذى قاموا به، ودون ذلك لن تقوم لنا قائمة، خاصة ان الرئيس منحهم الوقت والفرصة للاستقالة لذلك لابد من الإقالة والمحاسبة لكوارث هى أكثر من أن تحصى.