لم أكن أتخيل أن أشاهد مقطعا من حلقة تليفزيونية لمذيعة تتحدث في السياسة الدولية والعلاقات الدبلوماسية وهي في الأصل مذيعة ربط أو منوعات ومسابقات هزلية، فالمذيعة التي تحولت للبرامج السياسية بإحدي الفضائيات شنت هجوما فجا ضد حركة حماس الفلسطينية، قد لا نراه سوي في برامج الفضائيات المصرية التي تحول الكثير منها الي منابر للشتائم والنيل من الآخرين.
المذيعة وصفت أعضاء حماس بأنهم »حشرات زاحفة« لا يستحقون سوي الرش أو الضرب بـ«الشبشب في أماكن حساسة« باعتبارهم حثالة ولا يستحقون الذكر..كل هذا بسبب استفسار الحركة الفلسطينية من الأمن المصري عن اختفاء أربعة من عناصرها كانوا في طريقهم من رفح إلي القاهرة، يعني بموافقة رسمية من السلطات المصرية، وكانوا علي متن أتوبيس يقلهم طوال تلك المسافة بتأمين شرطي .
هذه المذيعة لا تعلم أن مثل هذه الأمور لا يتحدث فيها العامة من المواطنين وإنما تترك للجهات المسئولة وهي الأمن بطبيعة الحال. ومن جهل هؤلاء بطبيعة العلاقات أنها سبت وشتمت ووبخت، وثرثرت بكلام غير لائق لا يخرج سوي من أفواه الغائبين عن الوعي ، فلا حسن إدراك أو تدبير.
البعض للأسف يزايد علينا باعتبارهم أكثر وطنية مننا، ويسمحون لأنفسهم بالتفوه بكلمات لا تخرج أبدا من إنسان يحترم عمله الإعلامي الذي يفترض أنه عمل رزين . لكن للأسف، رأينا هؤلاء ينتشرون في الفضائيات ويطلقون علي أنفسهم لقب «إعلامي»، ومنهم المنافقون، وبعضهم يتحدث في عناوين كبيرة وهم لا يعلمون طبيعة مضامينها.
الشعب الفلسطيني مع مصر قلبا وقالبا، ويتألم لمثل هذه الأوصاف ، ولا يجب أن نلتفت لبعض الحمساويين الذين يتبنون مواقف غير فلسطينية حتي مع بني وطنهم .
ومن الشطحات الإعلامية ، أن اتهمت مذيعة شعبا عربيا بـ «الدعارة»، لتكلف مصر اعتذارا رسميا بسبب قبح ما يتردد في الفضائيات المصرية.