أريد تحية العبقري الذي فكر في إقامة يوم رياضي بين أفراد الجيش الثاني الميداني وعناصر قوات حفظ السلام الدولية في سيناء.
فإطلاق مثل ذلك اليوم الرياضي هو عملية ذات أوجه سياسية متعددة، إذ يُفترض أنها أخرست وإلي الأبد كل الأصوات التي تعالت في الأسابيع الأخيرة تصدح- في قبح- بنغمة واحدة مكرورة سمجة تقول بأن قوات حفظ السلام في سيناء باتت في خطر بعد هجوم خائب بالهاونات من جانب عناصر إرهابية علي مطار (الجورة) بسيناء والذي تستخدمه قوات حفظ السلام، وقد شارك رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي في تلك المعزوفة النشاز مؤكداً ضرورة فحص وضع تلك القوات ومراجعته..والمعروف أن وجود تلك القوات (2200 فرد ضمنهم أربعمائة أمريكي) هو جزء من البنود التي صادقت عليها الدول الموقعة علي معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 (تتحمل كل دولة- في هذا السياق- 40 مليون دولار الآن) والتفكير في سحب تلك القوات من علي الحدود يعني- بقول واحد ودون لف أو دوران- السماح بتهديد أمن مصر من الجانب الإسرائيلي وبمخاوف إسرائيلية من تهديد مصري للأمن الإسرائيلي، وبقاء القوات الأمريكية بالذات هو ضمانة مهمة لضبط تنفيذ معاهدة السلام، والتلويح الأمريكي بسحب أفرادها من قوة حفظ السلام يعني تعريض تلك العملية لمخاطر حقيقية.
ولكن ما يقلقني في ذلك السياق أن أمريكا ربما تتذرع بعد ذلك وإذا سمحنا لها بسحب أفرادها من قوات حفظ السلام- بأن عملية إرهابية داعشية حدثت هنا أو هناك، ونظراً لأنها في حرب مع داعش (إفتراضياً) فسوف تطلب التدخل لمواجهتها، وهو ما تلح عليه كتابات أمريكية كثيرة، فضلاً عن بعض التصرحات الأمريكية شبه الرسمية، متبنية شكل (قوات تدخل سريع) تساعد مصر لمواجهة الإرهاب وهو مالم نحتاجه ولم نطلبه، أما فكرة واشنطن عن نشر شبكات طائرات مسلحة بدون طيار في ثلاث من دول شمال أفريقيا ضمنها مصر فهي أمر لا يجب ألا تقبله مصر إلا في قواعد (مصرية) يشرف عليها (الجيش المصري) وتعمل تحت إدارته، إذ أن حكاية التدخل السريع إذا حدثت لا يعرف أحد متي ستنتهي حتي لو إضطرت أمريكا للتحريض علي عمليات إرهابية تعطيها المبرر للبقاء.
بقاء قوات حفظ السلام ضروري وضحد تعرضها لأخطار ضروري ومن ثم نحيي الجيش الثاني علي فكرة اليوم الرياضي التي تؤكد أمان سيناء وتلك القوات..وإذ سأل واحد عن نتيجة ذلك اليوم الرياضي فهي عشرة/ صفر!!