لا اجد حرجا فى الحديث عن المهندس الاستشارى الكبير د.ممدوح حمزة! فأنا اعرف مزاياه الكبيرة، ولكنى أدرك أيضا عيوبه الجسيمة، فهو زميل دراسة منذ ان كنا معا فى «فصل المتفوقين» بمنطقة شمال القاهرة التعليمية، بمدرسة «التوفيقية الثانوية»، فى الفترة بين عامى 1962و1965، جمع منذ صباه بين الشراسة والصخب من ناحية، و التفوق الدراسى- من ناحية اخرى! وكان ممدوح من نخبة الطلاب الذين كانوا يمثلون المدرسة فى مسابقات أوائل الطلبة التى كانت تجرى على مستوى الجمهورية فى ذلك الحين. وبعد حصوله على الثانوية العامة بتفوق التحق بهندسة القاهرة ليتخرج فيها بتفوق ايضا ثم يسافر إلى لندن للحصول على دكتوراه الهندسة المدنية من كلية لندن الامبراطورية، وعاد فى عام 1979 إلى القاهرة ليفتح مكتبه الاستشارى الذى اصبح بسرعة واحدا من المكاتب المرموقة مصريا و دوليا. غير أن لسان ممدوح المنطلق وطريقته الخاصة فى الحديث كانت دائما مصدر متاعب و مشاكل له، بالرغم من أنه غالبا ما يستند فى حديثه إلى دراسة وفحص عميق. اقول هذا الكلام بمناسبة حديث مهم لـ د. حمزة قرأته له على موقع «الموجز» يقول فيه إن توسيع قناة السويس فى عام واحد هو انجاز هندسى بمقياس عالمى، ولكنه اعترض على وصفه بانه قناة جديدة، وقال إن الدخل او العائد المترتب على التوسعة مرتبط بداهة بازدهار التجارة الدولية وبزيادة عدد السفن العابرة، غير ان حمزة يؤكد أن الأمر المهم الآن هو البدء فى تطوير محور القناة سواء عند بور سعيد أو السويس،مشددا على وجوب أن يكون هذا التطوير بأيد مصرية وليست أجنبية، ويقول إن مشروع تطوير محور القناة عند بور سعيد الذى أسهم فى وضعه جاهز للتنفيذ منذ عام 2010. غير ان حمزة يشكو من تجاهل الدولة له ولمكتبه ولخبرته الواسعة، وهو ما اتفهم بعض اسبابه والمرتبطة بتصريحاته النارية غير الدبلوماسية، ولكنى أعتقد انها لا تبرر حرمان مصر ومشروعاتها العملاقة من خبرات وإمكانات د. حمزة، خاصة عندما يكون رئيس وزراء مصر هو أيضا مهندس ومقاول كبير يعرف قدر أمثال د.حمزة ويحرص بلا شك على أن تنتفع مصر بهم، فى وقت تحتاج فيه لجهود كل ابنائها بلا استثناء!