لا تشكل الاستعانة بالحرس الوطنى فى حفظ امن البلاد خروجا عن العرف الدولى او الاحكام السائدة، لانه فى معظم دول العالم بما فى ذلك الولايات المتحدة هناك حرس وطنى يقوم على جهود شعبية، مهمته ان يمد يد العون الشعبى للحكومات فى مواجهة الازمات والكوارث الطبيعية والمشكلات الامنية..، واظن ان الاستعانة بالحرس الوطنى فى مصر اصبح ضرورة امن ووجود لحماية آلاف الاهداف التى تتمثل فى مؤسسات عامة وخاصة ومرافق وطنية تستهدفها جماعات الارهاب، لا يستطيع الامن من كثرتها ان يقدم لها الحماية المطلوبة ، فضلا عن ان وجود الحرس الوطنى فى الاحياء الشعبية والحرص على ان يكون اعضاؤه من بين ابناء هذه الاحياء يشكل ستارة واقية تحجب انشطة طابور خامس عريضا يساعد جماعات الارهاب، ويقدم لها العون الضرورى لانجاز جرائمها، كما انه يشكل رادعا قويا يحفز افراد الطابور الخامس على مراجعة مواقفهم خوفا من افتضاح امرهم ، فضلا عن انه يهيئ فرصا جيدة تقنن المساهمات الشعبية فى الحرب على الارهاب، وتجعل منها جهدا وطنيا قانونيا منظما يحمى الممتلكات العامة والخاصة، وحبذا لو بادرت جماعة مثل تمرد الى المشاركة فى هذا الجهد كى يكون جهدا منضبطا يقدم العون الطوعى بصورة لائقة ومهذبة دون ان يكون عنصر استفزاز للآخرين ، فضلا عن ان التجربة فى حد ذاتها سوف تثرى خبرات مجموعات واسعة من الشباب المصرى تود الاسهام فى هذا الواجب الوطنى.
وما يبرر وجود الحرس الوطنى، اننا نجابه ارهابا اسود غير عاقل يضمر الشر لجميع المصريين، ويلقى العون من جماعات ومنظمات دولية كما يلقى العون من دول مثل قطر وتركيا ويملك قدرات مالية ضخمة بغير حصر، فضلا عن ان المعركة ضد الارهاب يمكن ان تطول بعض الوقت ، بما يفرض ضرورة العمل على توسيع نطاق الجهد الشعبى الذى يمكن ان يمتد الى كثير من مجالات الخدمة العامة مثل محو الامية والاشراف على نظافة الاحياء وتجميلها، والعديد من خدمات البيئة التى تسهم فى تحسين جودة حياة المصريين.
اعرف ان الفكرة ربما لا تروق لكثيرين خوفا من ان تكون ارضا خصبة لجماعات فوضوية فاشية، لكن مثل هذا الاحتمال لن يكون قائما فى ظل عمل قانونى معلن هدفه خدمة الشعب المصرى وتحقيق أمنه، يقوم على ترتيبه نخبة واعية من مثقفى مصر ورموزها.