رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
الهلال الشيعى والقمر الإسلامى

يظهر خطاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية واحداً من أمكر حالات الخداع. ومؤخراً كانت كلمة حسن روحاني رئيس الجمهورية في المؤتمر العالمي السادس لمجمع أهل البيت واحدة من تجليات تلك الصفات التي طبعت نفسها علي الرطان السياسي الإيراني.

إذ وسط ما ظهر- بوضوح- خلال الأسابيع التي تلت توقيع الإتفاق بين طهران ودول (5+1) حول الملف النووي، من نيات إيران التوسعية والعدوانية أو رغباتها التي لم تخفها عن إعادة مجد الإمبراطورية الإيرانية الغابر فوق أربعة بلاد عربية عاصمتها بغداد، وليخاطبنا بأن إيران التي «تصدت للنزعة العلمانية من قبل هي التي تتصدي- الآن لنزعة تجريف الدين وأن الثورة الإسلامية أعلنت للعالم أن حدود الإسلام هي الإيمان والأخلاق وليس العصبية القومية والتطرف..وأن علينا أن نلقي بفكرة الهلال الشيعي جانباً ونحل مكانها فكرة القمر الإسلامي الذي يجمع السنة والشيعة معاً».

هذا الخطاب- في حقيقته- هو عين الخداع، بل أراه أكثر من مجرد محاولة (تطمين) لمحيط إيران العربي، إذ يبدو محاولة (تنويم) إستعداداً لإستئناف عملية تصدير الثورة ولكن عبر ما أسميه (الغزو الناعم).

كما أن كلام روحاني الزرب المعسول عن إيمان الثورة الإيرانية بالأخلاق «بدل من العصبية القومية والتطرف» هو حديث الإفك لأن طبيعة الدولة الإسلامية الإيرانية تقوم مكوناتها علي التطرف الديني كما أن طبيعة الدولة الإيرانية (حتي في العهد الصفوي والشاهنشاهي) كانت تقوم علي العصبية القومية، لابل أغامر وأقول علي كراهية العرب!

أما أن يبيعنا السيد روحاني حكاية أن إيران «تصدت من قبل للنزعة العلمانية وتتصدي- الآن- لنزعة تحريف الدين» فتلك مغالطة أخري أولاً لأن هناك علمانيات مؤمنة وليست ملحدة بالضرورة، وثانياً محاولته تسويق دور يتصوره لبلاده في الحرب ضد داعش أو تجديد الخطاب الديني عبر كلامه عن التصدي لتحريف الدين، هي فرية أخري لأن التطرف خرج من عباءة الملالي سواء كان سنياً أو شيعياً وليس من أتصف بكل ذلك هو من سيجدد الخطاب الديني.

هذه سطور أهديها لكل المتشدقين بضرورة التحالف أو التعاون أو التراضي أو التوافق مع إيران أو المرمغة تحت قدميها.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: