الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا الثلاثاء المقبل تعكس التوجه المصرى نحو الانفتاح على العالم وبناء علاقات قوية مع جميع دوله، تقوم على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق الأهداف المشتركة،والتعاون فى جميع المجالات بما يخدم مصالح كل الأطراف على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والثقافية والعلمية.
كما تعكس القمة المنتظرة بين الرئيسين السيسى والروسى فلاديمير بوتين قوة ومتانة العلاقات المتميزة بين الزعيمين والبلدين الكبيرين والرغبة والإرادة المشتركة لتعزيزها وتطويرها والارتقاء بها إلى مستويات أكثر تقاربا والتنسيق فيما بينهما فى المحافل الدولية بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة قضايا الارهاب ومنطقة الشرق الأوسط، ومنها تطورات الأزمة فى كل من سوريا والعراق واليمن والصراع الفلسطينى الإسرائيلي.
وتستهدف الزيارة دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية، خاصة أن روسيا تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر بما لديها من إمكانات هائلة، كما تستهدف جذب الاستثمارات الروسية إلى مصر والمساهمة فى المشروعات القومية العملاقة التى تقوم بتنفيذها مصر مثل مشروع محور قناة السويس والمشروعات التنموية الأخرى فى الصناعة والطاقة، بالاضافة إلى التعاون فى المجال العسكري.
ومن الجدير بالذكر أن مصر وروسيا دولتان لهما شأن وتأثير كبيران فى محيطيهما وتربطهما علاقات تاريخية عميقة الجذور، بدأت منذ نحو 70 عاما، وبلغت العلاقات بين البلدين أوجها خلال فترة الخمسينيات والستينيات ولا ينسى المصريون دور روسيا فى عملية بناء السد العالي، ومازال رمز الصداقة بأسوان شاهدا على عمق العلاقات التاريخية بينهما فى تلك الفترة، بالإضافة إلى الإسهامات الأخرى فى تشييد العديد من قلاع الصناعة الوطنية مثل مصانع الحديد والصلب بحلوان والألومنيوم بنجع حمادي.
كما لا يمكن إنكار الدعم العسكرى الروسى لمصر خلال تلك الحقبة، خاصة بعد نكسة 1967، وإسهامها فى إعادة بناء وتسليح الجيش وامداده بالأسلحة والعتاد.