وقد غادر أوباما الولايات المتحدة أمس متوجها إلى كينيا فى اول زيارة رئاسية له لوطن أبيه، ومن هناك يتوجه إلى الوادى الكبير المتصدع شمالا قاصدا أديس أبابا ليكون أول رئيس أمريكى يزور إثيوبيا.
وقال أوباما خلال حفل قبل المغادرة : «رغم التحديات العديدة، فإن إفريقيا تتمتع بديناميكية غير معقولة، وفيها بعض الأسواق الأسرع نموا فى العالم، وأناس استثنائيون، وصمود استثنائي».
وقال أيضا : «العلاقات بإفريقيا هنا فى الولايات المتحدة عميقة بالتأكيد، ولكنها معقدة».
وتابع «كان هناك سوء فهم فى بعض الأوقات، وشكوك فى أوقات أخرى، لكن عندما تعاينون أى استطلاع، ستجدون أن شعب إفريقيا يحب الولايات المتحدة وما تمثله».
وتعد هذه رابع زيارة لأوباما إلى إفريقيا منذ توليه الرئاسة، مما يجعله الرئيس الأمريكى الذى أجرى أكبر عدد من الزيارات للقارة.
فى الوقت نفسه، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية فى تقرير لها من نيروبى أن تدابير أمنية حادة وصفت بــ «الخانقة» اتخذت فى كينيا لتأمين زيارة أوباما، خاصة أن هذا البلد صار مسرحا لعمليات إرهابية متكررة.
وركز المسئولون الأمريكيون والكينيون على ضمان عدم قيام حركة الشباب الصومالية المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة بأعمال عنف تعرقل الزيارة الرئاسية الأمريكية.
سارة حسين اوباما
وحذر ريتشارد توتاه الخبير فى شئون الأمن والإرهاب المقيم فى نيروبى من أن «الرئيس الأمريكى هدف ثمين جدا، لذا فإن أى هجوم أو حتى محاولة هجوم سيجذب الانتباه لحركة الشباب».
كما حذرت السفارة الأمريكية فى نيروبى من أنها يمكن أن تكون «هدفا للإرهابيين».
وكتبت صحيفة ستار فى عنوانها "التجهيزات الامنية الخاصة بالرئيس الأمريكى باراك اوباما وصلت".
وقالت الصحيفة "ستقوم طائرة شحن عسكرية أمريكية ... بنقل مجموعة كاملة من معدات الاتصال الامنية المتطورة بعضها سيستخدمه الرئيس اوباما نفسه عندما يصل".
وذكرت تقارير وسائل الاعلام الكينية أيضا أن ثلاثة فنادق تم تفتيشها من قبل رجال المخابرات.
والأسبوع الماضي، حلق عدد من مروحيات "أوسبري" التى عادة ما تنشر فى القاعدة العسكرية الاميركية فى جيبوتي، فوق نيروبى الى جانب مروحية طراز وايت هوك تحمل الشعار الرئاسى مما اثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما استقدمت مروحيات عسكرية اخرى من منشأة للقوات الامريكية الخاصة فى قاعدة ماندا باى بكينيا والتى توفر منصة انطلاق للإغارة على حركة الشباب فى الصومال.
وتقوم كينيا بدورها ايضا، فقد قال قائد شرطة نيروبى بنسون كيبوى ان نحو ١٠ آلاف ضابط شرطة، اى ما يمثل نحو ربع قوات الشرطة الوطنية، سيتم نشرهم فى العاصمة.
وأعلنت سلطة الطيران المدنى الكينية ان المجال الجوى الكينى سيغلق لخمسين دقيقة لدى الوصول و٤٠ دقيقة لدى المغادرة، لتكشف عن غير قصد عن المواعيد والاوقات المحددة لزيارة اوباما.
واثناء تواجده فى العاصمة الكينية، من المتوقع ان يتنقل اوباما فى سيارته الليموزين المصفحة التى يطلق عليها "ذا بيست" (الوحش).
والسيارة التى تصل قيمتها إلى 1.5 مليون دولار تشبه قلعة متحركة بصفائح فولاذية تتجاوز سماكتها العشرين سنتيمترا، وعجلات مقواة بألياف كيفلر، وبنك دم للرئيس فى صندوقها.
وهذه الليموزين واحدة من ٦٠ عربة استقدمت جوا الى كينيا من اجل زيارة اوباما، بحسب ما ذكر مسئولو سلطة المطارات الكينية لصحيفة ستاندرد، فيما تداولت مواقع التواصل الاجتماعى صورا للعربات لدى وصولها على متن طائرات شحن.