هى أن المصرى فى كل زمان لن يجد أحن ولا أجمل من مصر كوطن يعيش فيه، ويربى به أبناءه.. ومهما اغترب المصريون فى كل أصقاع الأرض، فإن حنينهم للوطن لا يضاهيه أى حنين، وإن شئتم فاسألوا كل المغتربين.
لذلك، كان مستغربا جدا تلك الأنباء التى ترددت عن أن بعض أبناء النوبة المقيمين فى دولة قطر، نظموا احتفالية هناك بمناسبة يوم النوبة العالمي، بل وقيل إن بعضا ممن يسمون أنفسهم المدافعين عن حقوق النوبيين سافروا إلى قطر للمشاركة فى الاحتفال!
والحقيقة أن الاعتراض هنا ليس على الاحتفال فى حد ذاته، بل على اختيار قطر تحديدا، إن القاصى والدانى يعرف الآن ما ترتكبه قطر ضد مصر، ويعرف تفاصيل الحملة المسعورة التى تقودها تلك الدولة هذه الأيام ضد مصر وشعبها وقيادتها، ويعرف حجم الأكاذيب والدجل والهرتلة التى تبثها وسائل إعلام مأجورة حاقدة ضد كل إنجاز يحققه المصريون فى أى مجال.. لذلك كانت الدهشة وكان الغضب مما انساق إليه بعض أبناء النوبة، الذين تم استدراجهم إلى فخ نصبته لهم دولة تخصصت فى نصب الفخاخ.
لقد نسيت هذه المجموعة الصغيرة من النوبيين ذلك الموقف الرائع الذى وقفه جميع النوبيين داخل الوطن بإعلان إلغاء كل مظاهر الاحتفال السنوى بيوم النوبة العالمي، تضامنا وحزنا على شهداء الوطن الذين اغتالتهم يد الإرهابيين الآثمة على أرض مصر الطاهرة. إن النوبة جزء أصيل من أرض مصر منذ فجر التاريخ، وما فراعين مصر الذين بنوا حضارتها قبل آلاف السنين إلا أبناء النوبة.. فكيف ينسى بعض النوبيين وطنهم الأم ويلجأون إلى المغرضين الحاقدين الساعين إلى هدم الوطن؟ لاشك أن فى فهمهم للمسألة خطأ ما!
أبناء النوبة هم أبناء مصر، ولسوف تذهب أى محاولة خائبة لإغضابهم على وطنهم أدراج الريح، إن النوبة ـ مثلها فى ذلك مثل القاهرة أو الإسكندرية أو الدلتا أو الصعيد أو الواحات أو سيناء ـ هى قلب مصر، وأبناءها هم أبناء مصر.. وإن كانت لهم مشكلات فإن لكل مناطق مصر مشكلاتها، ولا يمكن النظر إلى مشكلات النوبة إلا فى سياق حل مشكلات المصريين جميعا.. فالنوبيون هم أصل المصريين، ولن ينجح كائن من كان فى زعزعة انتمائهم لوطنهم الحبيب «مصر».