للأسف غطت صحافة الرأى على صحافة الخبر رغم لهفة القارئ على معرفة الحقيقة .. أما التليفزيون المصرى فهو مغيب عن الأحداث إلا إذا طلبت منه الدولة نقل حدث فى مكان آمن ليس فيه مخاطر.. لكن حينما يأتى الأمر لتغطية الأحداث وخاصة أعمال العنف والإرهاب فمندوبوه هم آخر من يصل للموقع حتى ولو كان فى الشارع المجاور وهو ما حدث فى تفجير القنصلية الإيطالية .. لا كاميرات لما يسمى قطاع الأخبار فى سيناء تنقل قصص البطولة اليومية التى يقوم بها الجيش المصرى.. عشرات بل مئات من القصص الإنسانية التى يمكن أن نواجه بها الارهاب لكن قنوات التليفزيون لا تفعل فى ظل بيروقراطية عفنة.. قطاع الأخبار لا علاقة له بالتليفزيون .. مهمته الوحيدة قطع الإرسال لإذاعة بيان مهم.. هو جهاز مثل البطة العرجاء.. لا تتحرك وقت الحدث ومكبل بأساور من حديد فى أقدامه .
قطاع الأخبار الذى تقوده سيدة يفترض أن لديها الخبرة لا يتحرك وقت الإحداث .. قبل أن تتولى مسئوليته عجز عن أن يغطى أحداث 25 يناير .. لماذا ؟ لأنه كان ينتظر التعليمات من فوق .. وإذا لم تصل فالأفضل تجاهل الحدث حتى إذا تدفق مئات الألوف من البشر إلى ميدان التحرير .
حتى فى أيام سنة الإخوان السوداء انصاعت قيادة التليفزيون للأخونة ولتعليمات صلاح عبد المقصود .
هذا فى ظل غياب تام عن أحداث سوريا والعراق واليمن وليبيا .. إعلامنا مجهز ومعبأ فى صالات تحرير مكيفة ولا علاقة له بالواقع على الأرض .