رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

جماعات ما دون الدولة

تعج معظم الدول العربية الآن بحركات وجماعات ميليشياتها تتناقض توجهاتها الفكرية والإيديولوجية ومصالحها الاستراتيجية مع تلك التى تتبناها حكومات بل وشعوب الدول القومية التى يتواجدون بها ويعيشون فيها،وذلك بدءا من جماعة الإخوان بمصر والأردن والسودان، مرورا بـ«حزب الله» الشيعى بلبنان، ثم تنظيمى «داعش» و«القاعدة» الراديكاليين الإرهابيين بسوريا والعراق التى تحتضن الأخيرة منهما قسرا ما يعرف بـ «فيلق أو لواء بدر» الشيعى الذى تمارس عناصره عمليات تطهير عرقى ضد كل من يخالفها التوجه المذهبى وأخيرا وليس آخرا الجماعة الحوثية بالأراضى اليمنية.

ولا يخفى على أحد أن طهران، التى تسعى جاهدة إلى «تفريس» المنطقة و«إيرنة» شعوبها وتجريدها من هويتها العربية لمصلحة مشاريعها التوسعية، هى المسئول الأول عن ظهور هذه الجيوب لاسيما الشيعية منها فى مختلف الدول العربية، بل إن نظام ملاليها الاثنى عشرى بقيادة الولى الفقيه هو من يقوم بتمويل وتسليح وتدريب عناصر تلك الحركات التى ربما يزيد حجم القوة العسكرية لبعضها أحيانا عن إجمالى قوة الدولة القومية كما هو الحال بالنسبة لحزب الله فى لبنان مثلا.

ولا نندهش كثيرا عندما نعرف أنه حتى ظهور الجماعات الإرهابية الراديكالية ذات المرجعية السنية كـ«داعش» و«القاعدة» ببعض أقطار الدول العربية ربما تم فى البداية بمساعدة القوى الإيرانية التى نجحت فى استخدامها لاحقا كورقة ضغط على المجتمع الدولى لتمكين الجماعات الشيعية الموالية لها فى الاستمرار فى تنفيذ أجنداتها التخريبية على الأرض بمختلف الأراضى العربية بدعوى أن الأخيرة هى الوسيلة الوحيدة لمكافحة إرهاب الأولي، وفى النهاية لن يختلف اثنان على أن طهران، التى اختطفت إمارة «الأحواز» العربية منذ تسعين عاما، هى التى تساند جميع حركات ما دون الدولة شيعية كانت أم راديكالية سنية لاستخدام الأولى منهما كذراع عسكرية والثانية كفزاعة للمجتمع الدولى لتنفيذ أطماعها التوسعية فى المنطقة العربية التى تسعى وبامتياز لابتلاعها، ويتمثل القول الفصل فى أن طهران قدمت للعراق تخريبا وتدميرا وللبنان فرقة وانقساما ولسوريا تشريدا وتهجيرا، وها هى اليوم تقدم لليمن تشرذما واقتتالا بين مختلف ألوان طيفها المجتمعى «فاعتبروا يا أولى الألباب».


لمزيد من مقالات زكريا عثمان

رابط دائم: