هو مجرد بداية لطريق طويل إلي أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ فإنه يعد تطورا كبيرا في العلاقات الدولية الحالية. ولاشك في أنه ستترتب علي هذا الاتفاق آثار ضخمة، ليس فقط علي منطقة الشرق الأوسط، بل أيضا علي العالم كله. إن الاتفاق يعد ببساطة اعترافا دوليا - وأمريكيا بالتحديد - بأن إيران قوة إقليمية لا يستهان بها.. ولابد من إدخالها في حسابات القوة بالإقليم.
وبعيدا عن التأثيرات قصيرة المدي، أو بعيدة المدي، للاتفاق الذي تم التوصل إليه في فيينا بعد مفاوضات ماراثونية، فإن ما يعنينا هنا هو تأثيره علينا نحن العرب. وسنجد هنا وجهتي نظر: أولاهما تري أن الاتفاق خطر علي العرب لأن أي دعم دولي لإيران سيكون علي حساب الأمة العربية حتما.
وليس غائبا عن الأذهان التدخل الإيراني في كثير من المفاصل العربية الحيوية، في اليمن وسوريا وجنوب لبنان وباب المندب، وفي فلسطين، ومن ثم فإن إيران هي لاعب رئيسي في قضايانا العربية، وحسب آراء الكثيرين فإن طهران لا تلعب أبدا لحساب العرب، بل لمصالحها هي الخاصة.
وبناء علي هذه الرؤية، فإن علي العرب من الآن فصاعدا أن يأخذوا حذرهم، ويفيقوا من تصوراتهم الوهمية بأن أمريكا ستظل تحميهم. «لا» ان الأمريكان حريصون علي مصالحهم بالأساس حتي لو كانت مع إيران وليس مع العرب، غير أن هناك وجهة نظر أخري تري أن قوة إيران هي من قوة المسلمين، وهي وجهة نظر لا تقنع الكثيرين الذين يتساءلون: وهل من مصلحة الإسلام تضخيم الانقسامات في العالم الإسلامي، وتقوية الشقاق بين الشيعة والسنة في الدول العربية، وتزويد جماعات الإرهاب بالأموال والسلاح والعتاد؟ علي كل حال مطلوب من العرب الآن دراسة هذا الاتفاق، ومعرفة ايجابياته وسلبياته.. وكيف ستكون المواجهة في المستقبل!